فرحب بذلك ليتفادى من لقاء المرأة المنتظرة.
وجاء في عصر اليوم التالي لينهي الموضوع مع المحامي، فقابله عم محمد، وجلس معه في الشرفة الكبيرة، وسرعان ما لاحظ أن الرجل ليس على تلقائيته المألوفة. أخبره أنه جاء في الميعاد المتفق عليه ليقابل المحامي، فقال الوكيل: يؤسفني أن أبلغك أن جلال بك عدل عن رأيه.
نظر إليه نظرة بلهاء وتساءل: ماذا تعني يا عم محمد؟ - لا محام ولا عقد ولا ضمان.
فقال بذهول: ولكنه وعدني ومناني!
فقال الرجل بوجوم: الحق أنك خيبت أمله فيك. - مستحيل يا عم محمد.
فقال الرجل مقطبا: ما كان يتصور أن تفعل بامرأة من أسرته ما فعلت بشلباية في الطريق الموصل إلى مقره، وأنت ذاهب تطلب معونته.
فذهل الشاب وخرس فلم ينطق، على حين واصل الرجل: ولا كان يتصور بعد ذلك أن تتخلى عن تعهدك لها عنده!
استمر خرسه وهو يتساءل في باطنه عما فضحه عنده، هل فضحته المرأة اليائسة؟ هل له عيون في كل مكان توافيه بالأسرار؟ وقال عم محمد: وقال لي البك: «أي إنسان فاسد ذلك الصديق الذي لم أعرفه على حقيقته من قبل؟ لا عجب أن يفلس، ولا عجب ألا يكون جديرا بأي ضمان!»
وصمت الشاب وهو يتخبط في يأس عميق، ولكنه لم يجد أية بارقة أمل، ولم يستطع أن يدافع عن موقفه المخزي بكلمة.
وأخيرا غادر القرية لآخر مرة.
Bilinmeyen sayfa