============================================================
180 القانسون وأما الخامس فهو داخل في ميحث السمعيات، والمعاد عندنا جسماني فقط أو جسماني روحاني، على الخلاف في بقاء الروح، لا روحاني فقط، كما يقولون أبعدهم الله.
وقد أدرج المتأخرون1 فيه كثيرا من الرياضيات والطبيعيات.
(تعريف اليوسي الخاص لعلم الكلام) فالحاصل من علم الكلام عندنا اليوم، ( أنه "العلم الباحث عن الكائنات، من حيث اثبات موجدها وصفاته وأفعاله، وخطابه لخلقه، وأحوال الخطاب، وما يتوقف عليه شيء من ذلك خاصا به"2. فأدخلنا في الحد موضوع العلم، لأن ذلك سنة الحد، خسلاف ما فعلوا3 في تعاريفهم، ودخل في أحوال الخطاب النبوات والسمعيات، ولا حاجة الى زيادة تقرير الأدلة الواقع في تعريف ابن عرفة4، لأن العلم هو ذاك، ولا حاجة عندي لزيادة كون ا- منهم عضد الدين الايجي في كتابه المواقف في علم الكلام، وتلميذه الشهير بسعد الدين التفتازاني في كتابه المقاصد وشرحه. وغرهما.
ك هذا التعريف الذى أعطاه اليوسى لعلم أصول الدين، بقدر ما يستحيب لتطور هذا العلم على زمنه وانطباقه عليه، بقدر ما يرحم بصدق أصالة تفكيره، وتحديده لعلوم الدين، وذلك بالاقتصار على ما هو ضروري منه، والاستغناء عما لا حاجة إليه، وانتقاد التعريف الذي أعطاه إياه الامام ابن عرفة، وهو أمر يفيد التوجحه السلفي لليوسي في هذا العلم، حين عرفه في موضع آخر من كتابه القانون هذا، كما سيرد لاحقا بتعريف آخر أقرب إلى هذا المذهب.
3 ورد في ج: فعلوه.
4- هو محمد بن ممد بن عرفة الورغمي (716-803ه)، امام تونس وعالمها وخطيبها ومفتيها، مسن تصانيفه: "المبسوط في الفقه، "الحدود" في التعريفات الفقهية. شحرة النور الزكية: 227.
Sayfa 180