230

============================================================

القانسون تشغل الفكر كالجوع الشديد والعطش، والهم والنصب والنوم والقلق، والبرد والحر المؤلمين ونحو ذلك با.

في الأثر "لن يهلك حتى يكون سراه، غير أن هذا الأمر يختلف باختلاف العلوم، فرب علم يصلح للعامة، كظواهر الشرع وما في معناها من المواعظ والتشبيهات والحكم، فلابد أن يتخذ له المجلس العام، ويكون العالم فيه بارزا، لينتفع به الراوي عرضا واستملاء واستماعا، والمستفتي والسائل على الاطلاق.

وعلم آخر إنما هو للخاصة، كدقائق التصوف، وعلم الكلام، وسائر العلوم العقلية، فلابد أن يجعل لأربابه خاصة، حيث يصلح بهم ولا يتأذون بغيرهم ولا يتاذى بهم، ولذا قال الشيخ أبو حامد: "علم الكلام بمثابة الدواء، والفقه كالغذاء، والأول لخصوص2، والثاني للناس كافة".

ومنها أن يكرم المتعاطين عليه، وينزلهم منازلهم في السن والشرف والنجابة، وقد كان يكرم أصحابه ويكنيهم، ويسميهم باحسن أسمائهم إليهم، وهذا مع التلطف بالجميع، وخفض جناح الرحمة عليهم، ويلتفت اليهم ويواجههم، ولا يخص بمواجهته أحدا، بحيث ينكسر قلب غيره، اللهم الا من سأل أو قرا شيئا أو خاطبه خاصة في أمر فيواجهه بقدر الحاجة، ومن سأله استمع منه رفيما أو وضيعا، اللهم إلا آن يستحق تعنيفا لتعنت أو بحوه.

ومنها أن يفتتح بقراءة شيء من القرآن تبركا وتيمنا، على ما جرت به عادتهم، وهي غير جارية في بلادنا المغربية في الفنون، فإن كان في مدرسة شرط فيها ذلك اتبع شرط ا- ساقط من ج 2- ورد في ج: للخصوص.

Sayfa 332