============================================================
القانون (قوة الملكة وضعفها) الوابعة: من هذا المعنى، أنه قد يقوى العقل وتقل الملكة لعدم الاشتفال، وقلة الممارسة، وقد تقوى الملكة مع ضعف العقل، لشدة الممارسة وطولها، ومآل هذا إلى ضعف، فإن كل شيء راجع إلى اصله، وقد تكون الملكة ويقل التحصيل، لقلة المراجعة أو سوء الحفظ وقد يوجد التحصيل ويقل التحقيق، لقلة الممارسة أو سوء الفهم، وفي هذا المعنى قال القائل: "لقيت فلاثا فوجدت عقله اكثر من علمه، وقلانا فوجدته على العكس".
الخامسة: متى قيل فلان حافظ أو حافظ العص فتارة يراد به ظاهره من التحصيل وهو المراده1 الظاهر، ويجوز أن يراد به الملكة وهو العلم، وإذا قيل حافظ، لكثرة ما جمع في تصنيفه أو درسه من العلم، والنقول الكثيرة والمساثآل الغريبة2، فتارة لكونه يغرف من صدره وهو الحفظ وتارة لكونه يجمع من الدواوين الكثيرة، وله فضل المطالعة والمارسة، ولاسيما في الغرائب الخفية، المفتقرة إلى دقة نظر، مع مكابدة الترتيب وحسن الترصيف، فإن لم يكن ذلك، فإنما هو السلخ من الدواوين لكثرتها عنده، فلا كبير فضل له، أنيد من وجود العدة، كما قيل: أعلم الناس خزانسة انما الصولي شيخ طلبا منه الابانة ارسلناه بعا م قال يا غلمان هاتوأ رزمة العلم الفلاثة 12( وهذا من أوصاف العالم قدمناه عن بابه، لتشبث المسائل بعضها ببعض.
1- ستطت من ح.
3- ورد في ح: الغرالب.
Sayfa 322