199

============================================================

القانسون- بباب من ابواب الفقه دون غيره، وعلى هذا النوع يحمل قوله كلل رطلب العلم فريضة على كل مسلم)1 عند كثير من الأثمة، فمن عرضت له حالة، فعلم حكمها وعمل بذلك كما علم، فقد أطاع الله تعالى مرتين، ولابد أن يقيد ذلك بحسب ما في المقام، من أن يكون حصل له العلم بها بتعلم لله تعالى، فلو حصل له من غير تعلم، أو غير اخلاص، فالمعتبر العمل، ومن لم يعلم ولم يعمل، فقد عصى الله تعالى معصيتين، ومن علم ولم يعمل، فقد أطاع الله طاعة، وعصاه معصية، ففي هذا المقام يكون العالم خيرا من الجاهل، فإن الله تعالى يسأل العبد عن العلم وعن العمل، فيسأل العالم عن العمل، ويسأل الجاهل عنهما معا، فإن كان جاهلا بمناط الحكم في الخارج، كمن شرب خمرا مع جهله آنها خمر فهو أحسن ممن شربها مع العلم بذلك.

والثاني ما زاد على ذلك، فيجب على الأمة، أن يكون فيهم طائفسة يتفقهون في الدين، ليكونوا مرجما للجاهل في دينه، وبهم يحفظ الشرع عن الضياع، والذي يخاطب بهذا من الناس لتشتغل به، من جاد حفظه وفهمه، وحسنت سجيته. وسنعيد القول في هذا في الباب الثالث، إن شاء الله تعالى.

قيل والاشتغال به افضل من عبادة أخرى قساصرة، كالصلاة والصوم، وذلك لثلاثة أوجه: الأول ما ورد من نصوص في فضل العالم على العابد، وسياتي عند ذكر فضل العلم.

الثاني أن منفعة العبادة قاصرة، خاصة بصاحبها، ومنفعة العلم عامة، انظر كلام عز 1 الدين الثالث أن أجر العبادة المذكورة ينقطع بالموت، ومن خلف علما ينتفع يه ابعده، فلا ينقطع بالموت. قلت: وهذا مع صحة النية في العلم والاخلاص، وذلك صعب إلا على من وفق.

1- اخرحه ابن ماحة في كتاب المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم

Sayfa 301