============================================================
29 القانون 7 يخرج ( منه إلا ما فضل، وأفضل كيفياته أن تستلفي على ظهرها وهو عليها، ولا يجامع في حال تعب، ولا بعد إستفراغ، ولا مع شبع أو جوع، أو فرح1 مفرط أو غيظ وأما الحركات النفسانية، فالفرح والهم، والخوف والحب، ولابد من مراعاتها، إذ الفرح يقوي النفس، ويحرك الحرارة الغريزية، فإن افرط فربما أطفاها، فيقع الهلاك. وقد دخل الجماز على المتوكل2، فقال له المتوكل تكلم، فإني أريد أن استبرئك، فقال له الجماز بحيضة ام بحيضتين، فضحك، فقال له الفضل3 وزيره أضحكت أمير المؤمنين، فقد ولاك جنيرة القرود، فقال الجماز إسمع وأطع، يعني فهو منهم، فانبسط المتوكل وأمر له بعشرة الاف درهم، فمات الجماز فرحا.
والهم يضعف النفس، ويطفي الحرارة الغريزية، ويشعل الغريبية (كذا؟)، ويهدم الجسم، وكذا الخوف والحسد والحب. وبالجملة، فالروح يتاثر لهذه التصورات، والحركات الباطنة، تأثآرات مختلفة، فلابد أن يحترز منها، إما بالهرب عن مظانها، وإما بإطفائها، وكسر صولتها إذا وقعت، كالاستعاذة للغضب4، علسى ما ورد في الحديث. وقد يتاثر لتصورات أخرى خارجة، كما يشمئز الانسان عند جر الحجر على الحجر مثلا، ويسيل لعابه عند رؤية من يأكل الحوامض، وعند تذكرها، ويتمطى أو يتثاوب عند رؤية من يفعل ذلك، الى غير هذا.
- ورد ني دوج: فرط.
ك هو جعفر المتوكل، الذي بويع بالخلافة سنة 232 ه فرفع المحنة يخلق القرآن، وأظهر السنة، وأمر بنشر الآثار التبوية. قتله غلمان ابنه المنتصر بايعاز منه سنة 247 ه. تاريخ الخلفاء: 320.
ت يبدو أنه وقع تصحيف في اسم هذا الوزير الذي هو الفتح بن خاقان وليس الفضل.
4- تضمين للحديث الذي رواه الترمذي عن معاذ بن حبل في كتاب الدعوات، باب مما يقول عند الغضب ونصه: (عن معاذ ثن حبل ابه قال استب رحلان عند النبي حتى عرف الغضب في وجه أحدهما فقال النبي إني لاغلم كلمة لو قالها لذهب غضبه أعوذ بالله من الشيطان الروحيه.
Sayfa 259