============================================================
القانسون وقد قسوا الطب كله قسمة أخرى غير ما ذكرنا، إلى علم وعمل، والمراد بالعلم الاطلاع على حقائق الأشياء، وعلى خواصها ولوازمها، وذلك في خمسة أمور: الأول الطبيعيات وقد تقدمت. ( الثاني الأمور الضروريات لبدن الإنسان، وسنذكرها. الثالث الأمراض وذكر اختاافها، وما يتع منها شاملا لليدن، وما يختص بعضو بسيط أو مركب.
الرابع الأسباب الموجبة لها، وتقسيمها إلى بادية وواصلة وسابقة، وسنذكرها في الباب الثاني. الخامس في الأعراض الحادثة في الأفعال والأحوال، وتذكر عند ذكر الأمراض.
والعمل منه ما يكون باليد كالفصد والحجامة، والشرط وجبر المكسور ومنه ما يكون باعطاء الغذاء والدواء، ونحن قد اختصرنا في التقسيم، فاردنا أن يكون كل ما سوى الطبيعيات من الأمور العلمية، داخلا في البابين، فإن الحديث عن تدبير أمر أو استعماله، أو معاناة زواله يتضمن العلم به، بذكر بيانه، وهو أحصر فاعلم أن الأمور الضرورية، التي الإنسان مطلوب بمراعاتها، لحفظ صحته ستة: الأول الهواء. الثاني الماكول والمشروب. الثالث النوم واليقظة. الرابع الحركة والسكون.
الخامس الاستفراغ والاحتقان. السادس الحركات النفسانية.
فأما الهواء، فلا محيد للإنسان عنه، لأنه محيط به وفيه منفعته،، فإن الروح شديدة الحرارة واللطافة، يضر بها الاغتمام، فخلق لها الهواء معدلا ببرودته ومنفسا عنها، فان كان صالحا معتدلا صلحت، وان تغير فلابد من تدبيره، واختلافه إما أمر طبيعي، يلحقه من جهة الفصول، فان في الربيع الاعتدال، وفي الصيف الحرارة واليبس، وفي الخريف البرد والييس، وفي الشتاء البرد والرطوية .
وقد تتحرف الفصول عن حالها لعارض، فيبرد الصيف مثلا، ويسخن الشتاء، فيختل2 الهواء، وإما شيء يعرض له من النواحي أو الرياح أو الجبال أو التراب، فإن - ورد في ج: الهوى: 5 ورد في ج: فينتحل.
Sayfa 253