============================================================
29 القانون فاذا فصلت معاني القرآن، وجدت سبعة وهي: علم الربويية، والنبوءة، والمعاد، والأحكام، والوعد، والوعيد، والقصص.
ثم يعلم أن التفسير، منه مأثورا ومستنبط ومثه متفق عليه، ومنه مختلف فيه2، والثاني إما اختلاف حقيقي، وهو في المعنى، وإما لفظي، وذلك في أمرين: أحدهما العيارة، والآخر التمثيل.
وأما غايته، فمعرفة ما أنزل الله تعالى من الأحكام والحكم، للفوز بالسعادة في الدارين، وتاهيك بذلك، وهكذا يظهر فضله وشرفه، فإن شرف الصناعة، إما من جهة كون موضوعها أشرف، وكالصياغة فإنها لكون موضوعها الذهب والفضة، أشرف حمن3 الضيافة التي موضوعها الجلود، واما من جهة غايتها كالطب، فإنه لكون غايته الصحة في الإنسان، اشرف من الكنافة التي غاية موضوعها تنظيف المستراح، وإما من شدة الحاجة كالفقه، فإنه لكونه أشد حاجة من الطب وأعم، هو أفضل منه.
إذا علم هذا، فالتتسير قد حاز الشرف من الجهات كلها، أما أولا، فلأن موضوعه كتاب الله تعالى، تا يأتيه الباطل ون بين يديه ولا وز خلفه}4، وهو منبع كل حكمة، ومجمع كل فضيلة. وأما ثانيا، فلأن االغرض منه، الاعتصام بالعروة الوثقى، والوصول الى 1- ينقسم التفسير بحسب المنهج العلمي إلى قسمين: التفسير بالمأثور والتفسير بالراي. فالتفسير بالمأثور يعتمد أساسا على الرواية والنقل والاجبار، بينما يعتمد التفسير بالرأي على كلام العرب، ودلالة الألفاظ وأسباب النزول، ومعرفة مقاصد الشريعة، وغير ذلك من الأدوات التفسيرية.
ك للعلماء موقفان في جواز التفسير بالراي وعدمه، ومعيار التفرقة بينهما التفصيل، بين قبول التفسير بالرأي المحمود الموافق لكلام العرب وأدلة الشرع، وبين رفض التفسير ببالرأي المذموم الدي تعوزه الأدوات المطلوبة، وتفسير المتشابه الدي لا يعلسم تأويله إلا الله والتفسير بدافع الهوى والتعصب والتحكم. الخ...
3- سقطت من ح 9- فسلت:2.
Sayfa 214