قد يكون الشبيبي ربانا لسفينته ماهرا، ولكنه لا يستطيع أن يقول ما قاله الشاعر الإنكليزي إرنست هنلي:
إني لنفسي الربان، وإني على أمري المهيمن
بل هو يتقلب ويتردد في إقدامه وتطوحه، فيصعد ثم يهبط في سلم الفكر والإحساس.
أنجدت من بعد أغوار زللت بها
فانجاب عن ثقتي بالله إنجادي
وقد حدتني أهواء مضللة
عدلت عنها وضل الركب والحادي
وهو يدرك في ساعة الندم أن الله لا يزال على عرشه، مشرفا على الكون. بيد أن حياة الإنسان شقاء وبلاء لما فيها «من ضلال ، ومن كفر وإلحاد»، فيشكو الشاعر - ولا غرو - حتى صحبه وخلانه، وينشد التعزية والسلوان في الوحدة والزهادة.
غريب بهذي الدار طال اغترابه
فلا يزدهيه أهله وصحابه
Bilinmeyen sayfa