Kahire
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Türler
ومن أنماط السكن العشوائي: سكن المقابر، الذي تكاد تختص به محافظة القاهرة، والذي يضخمه بعض الكتاب على أنه غير إنساني، والحقيقة أن هذا النوع من السكن ليس عشوائيا بالمعنى المادي، وإن كان عشوائيا بمعنى الناس الذين يمارسونه؛ فالمقابر القاهرية مناطق مخططة داخل التنظيم، ومخصصة كمدينة للأموات في الجبانة الشرقية (شرق الدراسة وجنوب العباسية)، والقرافة الكبرى (الإمامين الشافعي والليثي)، وجبانة البساتين (جنوب الإمام وفي شرق دار السلام)، والجبانات الأحدث في مصر الجديدة ومدينة نصر ... إلخ.
شكل 2-6:
توزيع عشوائيات القاهرة الكبرى.
شكل 2-7:
عشوائيات منشأة ناصر على منحدرات الجبل الصعبة.
شكل 2-8:
كثافة مفرطة للسكن في دار السلام وإسطبل عنتر.
شكل 2-9:
عشوائيات القاهرة المطلوب إزالتها.
ولا يمكن لأحد أن يبني مقبرة بدون ترخيص، وهناك شوارع مختطة داخل مدن الأموات، والذي حدث ببساطة أن بعض اللحادين وحراس المقابر كانوا يسكنون إلى جوارها، ثم انتقل أبناؤهم داخل المنطقة أو الأحواش، ثم أصبحت تؤجر لمهاجرين من داخل وخارج القاهرة، وساعد على ذلك أن المقابر القاهرية - خاصة القديمة منها - كانت أحواشا واسعة تملكت أسر بها غرفة أو أكثر لإقامة أفراد الأسرة حين يترحمون على موتاهم في مناسبات معروفة كتقليد حضاري اندثر؛ وبذلك خلت غرف المقابر من المستخدمين الأصليين، وأصبحت جاذبة للسكن الدائم بما فيها من مؤسسات السكن: مبنى، وبوابة إلى جانب مياه وكهرباء في أحيان، وأخيرا طرق وشوارع ومواصلات عامة. وقد أضيفت أنواع أخرى من الاستخدام، وخاصة ورش سمكرة ودهان السيارات، وذلك لأن شوارع المقابر الجانبية قليلة الحركة، فضلا عن أسواق معينة لأشياء سابقة الاستخدام بديلا لسوق الكانتو الشهير في العتبة الخضراء، مثل: سوق الملابس والأغطية والأثاث والحمام والطيور والأفاعي في أول طريق الإمام الشافعي. ثم أضيف إلى ذلك سوق للأقمشة وحلقة لبيع السيارات المستعملة في الجانب الشرقي من البساتين. يحتاج أمر هذا النوع من سكن المقابر والأنشطة التي يمارسونها إلى دراسة ميدانية مسحية لتحديد عدد السكان، وهم على الأغلب ليسوا بالكثرة التي نجدها في عشوائيات أخرى،
Bilinmeyen sayfa