فلاح اليأس في وجه الشاب وتساءل: أما من فائدة ترجى؟ - لا داعي لليأس المطلق، ليس عندنا وظائف، ولكن توجد في الدولة وظائف كثيرة، ويمكن أن أدلك على سبيل الخير.
ولم يجد في قوله ما يبعث على الأمل، ولكنه لم ير بدا من أن يقول: شكرا لك يا بك، شكرا لك.
فنظر إليه الإخشيدي نظرة غامضة قوية وقال: أرجو أن تكون رجلا عمليا، وأن تحسن فهم الدنيا، وأن تعلم أن كل فائدة بثمن ... لست أسالك شيئا لنفسي، فما أنا إلا دليل. - عفوا، عفوا ... أستغفر الله ...
فابتسم الإخشيدي وقال: إذا أخذت بقولي فهنالك أناس قادرون يستطيعون أن ينفعوا أمثالك!
وسكت الإخشيدي لحظات ثم استدرك: هناك مثلا عبد العزيز بك رضوان ... ألم تسمع عنه؟! - بلى ... أظنه من رجال الأعمال المعروفين. - هو ذلك ... وله كلمة نافذة في العهد الحاضر ... ودائرة اختصاصه وزارة الداخلية.
فسأله الشاب متحيرا: ومن لي بمعونته؟ - الطريق ميسور، ولكن ينبغي أن تعلم أنه يأخذ ممن يعينه نصف مرتبه لمدة عامين بضمان!
وهال الثمن الشاب المعدم، ونظر إلى صاحبه بخوف، ثم سأله بعد تردد: أليس يوجد من هو أيسر شرطا؟
فقال الإخشيدي فورا كأنه نادل يقرأ ثبتا: المطربة المعروفة الآنسة دولت ...
فلاحت الدهشة في وجه الشاب الشاحب، فلم يباله الآخر واستدرك: منطقة نفوذها السكك الحديدية ووزارة الحربية وبعض الدوائر الكبرى ...
وأخذ الإخشيدي نفسا عميقا من سيجارته، واستطرد قائلا: والأسعار كما يأتي: الدرجة الثامنة ثلاثون جنيها، والسابعة أربعون، والسادسة مائة جنيه. والدفع فورا.
Bilinmeyen sayfa