392

تعالى : (وربك يخلق ما يشاء ويختار)؛ فالمختارون هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

وأما الإهداء، فمن رأى أنه أهدى إليه شىء أو أهدى شيئا، فإن كانت له ابنة أو من أهل بيته خطبت والخطبة تامة، والنكاح واقع، لقول الله تعالى : (وإني مرسلة إليهم بهدية)، وكانت المرسلة بالهدية بلقيس، وكان سليمان عليه السلام قد خطبها .

ومن أهدى شيئا محبوبا إلى إنسان فإنه صالح للفاعل والمفعول به، وكل واحد يرى من صاحبه سرورآ وخيرا ومنفعة. فإن كان نوع الهدية مكروها في التأويل، فإن كل واحد يرى من صاحبه مكروها، وينجو الفاعل من مكروه، لأن الهدية محمودة العاقبة، باقية إذا كان نوعها محبوبا.

وأما استراق السمع، فإنه يتم لقوله تعالى: (يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}(4)..

فأما الإحسان، فهو النجاة لفاعله.

وأما الإساءة فهى الهلاك لفاعلها.

وأما الإنفاق، فإنه [من] ينفق ماله على كره منه، فقد دنا أجله، لقول الله تعالى : (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت) الاية.

فإن رأى أنه ينفقه بطيبة من نفسه، فإنه يصيب خيرا لقوله تعالى : (وأنفقوا

Sayfa 396