الباب الرابع والثمانون
في رؤية الكافر
الكفر غنى؛ والكفر مرض لا ينجو منه صاحبه ولا ينفعه دواء، لقول الله تعالى : (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)؛ كما أن المرض فساد الدين. والكفر الظلم، لقوله تعالى: (والكافرون هم الظالمون)؛ وكثرة الكفار هم كثرة العيال. فمن رأى شيخا كافرا، فإنه عدو له، قديم العداوة، ظاهر البغضاء. ومن رأى جارية كافرة، فإنه ينال سرورا مع خيانة. ومن رأى أنه فسد دينه سفه وآذى الناس، كما لو أنه رأى أنه سفه فسد دينه، لقوله تعالى: (وإنه گان يقول سفيهنا على الله شططا). فإن رأى أنه كافر، وقدامه عسل لا يأكل منه، فإنه كافر لنعم الله تعالى. وإن رأى أنه قد ضل، فإنه يخطىء خطأ، كما لو رأى أنه أخطأ ضل ضلالا. ومن رأى أن دينه فسد عند الملأ، شهد بالزور عند الملأ وفسد دينه.
الباب الخامس والثمانون
في رؤية من تحول من دار الإسلام إلى دار الحرب من رأى ذلك فإنه يكفر ويخرج إلى دار الشرك.
Sayfa 357