عليه زمانه، وتفرق عليه قلبه، وفاته من مصالحه، ما لا يمكن استدراكه، ولعل هذا يكون أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفى وصفح فرغ قلبه وجسمه لمصالحه التي هي أهم عنده من الانتقام.
الوجه الثامن ... الثامن: أن انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه وانتقامه، لها، فإن رسول الله ﷺ ما انتقم لنفسه قط١ فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه٢٣ مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها. فكيف ينتقم أحدنا٤ لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور٥ بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها. _________ ١ انظر: صحيح البخاري كتاب المناقب باب صفة النبي ﷺ (٦/٥٦٦ مع الفتح) رقم: (٣٥٦٠) . وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب مباعدت هـ ﷺ للآثام رقم (٢٣٢٧ - ٢٣٢٨) . ٢ من قوله: "وانتقامه لها، فإن رسول الله ﷺ ... إلى هنا" مكرر في (أ) . (ق ٣/ب) . ٤ في (ب): (أحد) . ٥ في (ب): "من الشرور والعيوب".
الوجه التاسع ... التاسع: إن أوذي على ما فعله لله أو على ما أمره٦ به من طاعته ونهى عنه من معصيته وجب عليه الصبر ولم يكن له الانتقام، فإنه قد أوذي في الله، فأجره على الله، ولهذا لما كان المجاهدون في سبيل الله ذهبت دماؤهم وأموالهم في _________ ٦ في (ب): "أمر به".
الوجه الثامن ... الثامن: أن انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه وانتقامه، لها، فإن رسول الله ﷺ ما انتقم لنفسه قط١ فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه٢٣ مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها. فكيف ينتقم أحدنا٤ لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور٥ بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها. _________ ١ انظر: صحيح البخاري كتاب المناقب باب صفة النبي ﷺ (٦/٥٦٦ مع الفتح) رقم: (٣٥٦٠) . وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب مباعدت هـ ﷺ للآثام رقم (٢٣٢٧ - ٢٣٢٨) . ٢ من قوله: "وانتقامه لها، فإن رسول الله ﷺ ... إلى هنا" مكرر في (أ) . (ق ٣/ب) . ٤ في (ب): (أحد) . ٥ في (ب): "من الشرور والعيوب".
الوجه التاسع ... التاسع: إن أوذي على ما فعله لله أو على ما أمره٦ به من طاعته ونهى عنه من معصيته وجب عليه الصبر ولم يكن له الانتقام، فإنه قد أوذي في الله، فأجره على الله، ولهذا لما كان المجاهدون في سبيل الله ذهبت دماؤهم وأموالهم في _________ ٦ في (ب): "أمر به".
1 / 98