Kaidet-i Azîme Fi Fark
قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق
Araştırmacı
سليمان بن صالح الغصن
Yayıncı
دار العاصمة
Baskı Numarası
الثانية ١٤١٨هـ / ١٩٩٧م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
//٥١أ// «فصل»
فهذا فرق من جهة انتفاء المصلحة.
وفرق آخر من جهة حصول المفسدة، وهو أن: لفظ الزيارة للقبور (١) قد صار في عرف النّاس متناولًا للزيارة الشرعية المأمور بها، والبدعية (٢) المنهي عنها، بل كثير منهم إذا أطلق زيارة قبور الأنبياء والصالحين، إنما يفهم منها: الزيارة البدعية، المنهي عنها، كاتخاذ قبورهم مساجد، وأعيادًا، واتخاذ قبورهم أوثانًا، ومشابهة أهل الكتاب فيما لعنهم عليه النبي ﷺ، وفعل ما نهى عنه الرسول بقوله (٣): «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، /٣٤أ/ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» رواه مسلم في صحيحه (٤)، وغيره.
ويقصدون الحج إلى قبورهم، واتخاذ ذلك نسكًا، والدُّعاء، والصلاة لهم، فمنهم من يسجد للقبر، ومنهم من يطلب منه كما يطلب من الله، فيقول: اغفر لي وارحمني، وعامتهم يصلُّون عنده، ويطلبون منه الدعاء لهم، أو يدعون به، أو يشتكون إليه، ويطلبون منه قضاء الحاجة في الجملة، فيقول هذا (٥): أشكو إليك ذنوبًا (٦) أنت تعلمها، كأنه يخاطب ربّ العالمين، ويقول هذا: أشكو إليك دَيْني وعيالي، //١٥٦ب// وهذا يقول (٧): أشكو إليك الجدب، والقحط، ويقول هذا: أشكو إليك ظهور العدو، فيخاطبونه كما يخاطب ربّ العالمين، ويشتكون (٨) إليه ما لا يشتكى إلا إلى الله (٩)، كما قال يعقوب (١٠): ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] وكان عمر بن
_________
(١) في خ٢: (لفظ الزيارة؛ زيارة القبر) .
(٢) في خ٢: (والزيارة البدعية) .
(٣) في خ٢ زيادة: ﷺ .
(٤) (في صحيحه) ليست في خ٢.
(٥) (هذا) ليست في خ٢.
(٦) في خ٢: (ديونًا) .
(٧) في خ٢: (ويقول هذا) .
(٨) في خ٢: (ويشكون) .
(٩) في خ٢ زيادة: (تعالى) .
(١٠) في خ٢ زيادة: ﵇ .
1 / 88