114

Kaidet-i Azîme Fi Fark

قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق

Araştırmacı

سليمان بن صالح الغصن

Yayıncı

دار العاصمة

Baskı Numarası

الثانية ١٤١٨هـ / ١٩٩٧م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى» . فقد أخبر ﷺ أنه إذا أتى لا يبدأ /٥٣ب/ بالشفاعة؛ لقوله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] بل يبدأ بالسجود لربه، والحمد له، والثناء عليه، فإن الله يسمع لمن حمده، كما قال على لسان نبيه: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . والحمد أحق ما قال العبد، كما كان النبي ﷺ يقول إذا رفع رأسه من الركوع: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ»، أي: تحميدك، والثناء عليك، وتمجيدك، أحق ما قال العبد. وهو أول ما أنطق الله به آدم، وهو الذي أمرنا أن نفتتح به كل كلام، كما قال النبي ﷺ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ فَهُوَ أَجْذَمُ» . فلهذا ابتدأ بالسجود وما يفتحه الله عليه من محامده لربه، فإذا سجد وحمد قيل له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تُشفع، وإذا شفع حدّ له حدًّا فيدخلهم الجنة، فالرب ﷿ يأذن فيمن شاء (١)،

(١) غيرت في المطبوع إلى: (يشاء) .

1 / 127