إن كلمة هذه البنت الصغيرة لهي أكبر جدا من ديوانها، وإذا أعجب غيري بشعرها فأنا أشد إعجابا بكلمتها في حضرة الحبر الأعظم المعصوم. فيا لجرأة الطفولة ويا لعظمتها! فلو صرت راهبة، يا مينو، لطوبوك في الحياة، لا بعد الموت كما هي العادة، وأحيط رأسك بهالة الطوباويين النورانية.
ما أكبرها كلمة خرجت من فمك البريء! ولعل المسيح كان قاعدا على لسانك أو هو الذي أرسلك إلى نائبه على الأرض لتصارحيه بهذه الحقيقة.
من سيماء وجهك الذي رأيت رسمه في الصحف صدقت أنك قلت كلمتك للأب الأقدس. يظهر أن قداسته لم يسمعها؛ لأنه في الثمانين، والثمانون قد تحوج الأذن إلى ترجمان.
وإذا كنت لا تزالين تفتشين عن الله ولا تجدينه فأنا أدلك عليه. فتشي عنه يا فتاتي في العراء. فتشي عنه بين الأشجار المنتصبة دائما في هيكله الأعظم، هيكل الطبيعة. اسألي الشجرة صديقتك، وليكن الإنجيل دليلك؛ فهو يرشدك إلى مكانه. أما هذه الهياكل الجبارة التي مررت بها فقد شيدت باسمه وهي ليست له.
في الأكواخ تجدينه يا ذكية؛ فهو الذي قال، وحاشاه أن لا يصدق: ليس لابن الإنسان مكان يسند إليه رأسه.
والله، يا بنتي، لو عاد بعد غيبته الطويلة لاستغرب هذه الصروح أكثر منك. إنها بنيت للإنسان، لا لابن الإنسان الزاهد.
أما الزجاج الملون فهو رمز لبشرية اليوم المتعددة الألوان. كل شيء صار من زجاج، ويا ليت هذا الزجاج يضيء.
إننا نرجو منك خيرا جزيلا متى كبرت، فلا تغيري فكرك بالأعمدة الضخمة والزجاج الملون ...
المرفع
قال لي واحد من أصحابي: صرنا نسمع بالمرفع ولا نراه، فكيف راح؟ هات خبرنا عن المرافع في أيامكم.
Bilinmeyen sayfa