وفي ذلك الزمان أيضا، وضعوا مشروعا تليفونيا فبنجونا به، واليوم، ونحن على أبواب انتخابين: رئاسي، ونيابي، بنجونا بنجا ثقيلا جدا قد لا نفيق منه: مشروع تليفون يشمل لبنان كله، ومشروع مياه، ومشروع كهرباء، ومشروع طرقات، ومشروع أوتسترادات، ولم ينقصنا إلا سلالم تصل الأرض بالسماء كسلم يعقوب. وهل عندك يا دكتور بنج أفعل من هذا؟! نحن قوم كل أعمالنا تبنيج، والخشخاش نبات شرقي، فكلما احتاجت حكومة إلى صوتنا خشخشت لنا ... بالمواعيد. رحم الله المتنبي.
قيل لواحد: قنطار مسك بذقنك! فصاح: هذه الكثرة لا تبشر بالخير! أما نحن فلا نقول شيئا.
ودخل الدكتور حتي، في تلك الساعة فقال: كلما جئت أعودك أسمعك تحاضر، فما الموضوع الآن؟
فأجبته: قلت للدكتور حيدر الذي جاء يتعرف إلى جسدي؛ ليكون على بصيرة في تبنيجي: أنا معود على البنج! ففي جميع العهود، منذ الدباس إلى شمعون، والمشاريع الإنشائية تبنجنا. ولولا زنود المساكين، أهل الضيعة، لما كان لنا طريق، ولولا ثورتي على الحكومة والرهبان لطار نبع قطره وغط في دير كفيفان، ولم يبق لنائبنا النشيط الأستاذ ريمون إده ما يعمله ويربح ثقتنا أجمعين.
حقا؛ إن هذا أضحوكة، فلو سألت معازا أو بقارا عن المشاريع التي توضع، على سنوات، لضحك، وقال لك: ومتى راحوا من يشمر ويلحقهم؟ وقبل وبعد فما كان أغناهم عن هذه الوعود، فما دام لاعبو الكشاتبين موجودين والشعب غافلا، تدخل الفوطة وتخرج من زلاعيمهم حمامات وعصافير، وعقبانا وأغربة، إذا لزم الأمر ...
وإذا كان أبو الهدى، نجي السلطان عبد الحميد، بلع السيف، فوزير حربيته بلع الدارعة، كما أجاب الدالي فؤاد. والعهد بانتخاب السنة 47 غير بعيد. وأخيرا؛ إن كل هذه المواعيد بالمشاريع الملايينية، على سنوات، تغني عنها ساعة عدل في الرعية، أو ظلم بالسوية ...
تيتي تيتي
ما زلنا على هذه الحصيرة، فلا هي طويلة ولا قصيرة. فلماذا يتهيأ الذوات للمعركة الانتخابية، فليدخلوا من «الباب الضيق» كما قال المسيح إذا شاءوا دخول ملكوت البرلمان ... فالشعب يقاد بخيط قطن.
جاء مبشر بروتستاني ليهدي حائكا، من بلدة الزوق، سبيل الرشاد. وبعد السلام والكلام، قال له الزوقي : حضرتكم بروستنت؟
فأجاب القسيس: نعم، ومن أين عرفتني؟! - عرفتك من كتبك، ولكي نختصر الحديث: وأنا ماروني. لا شك أنك تعرف ذلك، ولكنك لا تعرف ما يتهمنا به مناظرونا، يقول فينا القوال:
Bilinmeyen sayfa