279

Muwatta Malik Şerhi Işıkları

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

Araştırmacı

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

Yayıncı

دار الغرب الإسلامي

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٩٩٢ م

Türler

باب صلاة الليل
إن الله ﷾ لو شاء لسوَّى بين الأزمنة والأمكنة في الفضل ولكنه ببالغ حكمته وواسع رحمته جعل لبعضها مزية على بعض في الأجر، وخصّ كل واحد منها بعمل من الطاعة، وإلى هذا أشار الصدّيق، ﵁، بقوله: "إِنَّ لله عَمَلًا بِالْلَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ وَعَمَلًا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِالْلَّيْلِ" (١).
فالأول: كالمغرب والعشاء والصبح والوقوف بعرفة والمبيت بالمزدلفة والبيتوتة ليالي مني لغير أصحاب السقاية.
والثاني: كالظهر والعصر والصوم والضحية.
والليلِ خلق من خلق الله تعالى عظيم جعله الله، ﷿، سكنًا ولباسًا كما جعل النهار مسرحًا ومعاشًا (٢)، ولكل واحد منهما حظه، وقد أمر النبي، ﷺ، بقيامه قيل له ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴾ (٣) والآية مشكلة وقد جرى الكلام عليها في موضعها من كتاب الأحكام (٤).
وفائدتها أن الله تعالى أمر رسوله، ﷺ بقيام الليل وحدَّ له ما بين الثلث إلى النصف لا يزيد على النصف ولا ينقص من الثلث، وقالت عائشة، ﵂، "كَانَ قِيَامُ الْليْلِ فَرِيضَةً ثُمَّ نَسَخَهُ الله تَعَالَى فَقَالَ: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ " (٥)؛ يعني بالصلوات. وخص الله الليل بأن جعله موضعًا لإجابة الدعاء، فقال ﷺ: "جَوْفُ اللَّيْلِ أسْمَعُ" (٦)

(١) هذا القول للصديق لم أطَّلع عليه.
(٢) قال تعالى ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾. سورة المزمل آية ٦.
(٣) سورة المزمل آية ١ - ٤.
(٤) انظر كتاب الأحكام ٤/ ١٨٧١.
(٥) مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب جامع صلاة الليل ١/ ٥١٢، وأبو داود ٢/ ٨٧ - ٨٨، والنسائي ٣/ ١٩٩ - ٢٠٠.
(٦) الترمذي من طريق عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة وقال: هذا حديث حسن، سنن الترمذي ٥/ ٥٢٦ - ٥٢٧.

1 / 285