121

Proselytizing through Interactive Internet Services

التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

Türler

للتشكيك في شيء منها. ومن سبل الدفاع عن النصرانية تكذيب قصص المتحولين عنها إلى الإسلام، والتشكيك في صدق نوايا من يعلن انتقاله إلى الإسلام. وفي المقابل تورد قصص المتحولين من الإسلام إلى النصرانيّة. المطلب الرابع: منهج التّنصير في غرف المحادثة إنّ المتتبع لغرف المحادثة التّنصيريّة يجد أنها -في الغالب- تتبع طرقًا متنوعة؛ بعضها بعيد كل البعد عن المنهج العلمي والأخلاقي في الطرح والمناقشة (١). وفي هذا المطلب نستعرض بعض هذه الطرق، ونجليها، ونورد ما يكون في بعضها من مجانبة لأمانة الطرح وأخلاق الحوار. فمن هذه الطرق: أولًا: التعرض لدين المسلمين ونبيهم وكتابهم ومقدساتهم بالسب والشتم بأقذع الأوصاف والألفاظ. وهو منهج ينأى بنفسه عنه كلُّ ذي خلق ومروءة من النّاس أيًّا كان دينه. ولا يُقْدم عليه -في الغالب- إلا مَنْ ضَعُفت حجته أو انعدمت. وهذا المنهج مخالف لتعاليم المسيح ﵇ في الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم. ففي إنجيل متّى؛ يقول المسيح ﵇: (وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، وصلوا من أجل مضطهديكم) (٢). ومخالف لتعاليم بولس (٣) -صاحب المكانة المقدّسة في النصرانيّة- حيث يقول في

(١) يقول الدكتور باسم خفاجي: "لقد حاول هؤلاء -يعني المفكرين الأوروبيين- أن يصدوا عموم النّاس عن أي معنى طيب للإسلام، أو عن نبي الإسلام. أحيانًا كانت تلك المحاولات تبدو بعيدة كل البعد عن الأصول العلمية أو الأخلاقية كذلك". انظر له: لماذا يكرهونه؟ الأصول الفكرية لعلاقة الغرب بنبي الإسلام ﷺ، ص٢٧. (٢) متّى ٥: ٤٤. وفي ترجمة الفانديك والحياة؛ زيادة: (باركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم). (٣) هو شاؤول الطرسوسي، يهودي فريسي، صاحب ثقافة فلسفيّة واسعة، وتلميذ العالم اليهودي عمالائيل. كان يُعذِّب أتباع المسيح إلى أن أعلن اتباعه له في طريق عودته من دمشق. تبوّأ مكانة متقدمة بين الحواريين بسبب ذكائه ونشاطه الدّعوي، وقُتل في روما سنة ٦٥م. انظر: الموسوعة الميسرة ٢/ ٥٦٦.

1 / 121