Principles of Philosophy
ديكارت مبادئ الفلسفة
Yayıncı
دار الثقافة للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
-
Türler
١ يقول ديكارت في ردوده على الاعتراضات الأولى: "متى وقع في فكرنا أننا تصورنا حقيقة من الحقائق في وضوح، رأينا أنفسنا ميالين ميلا فطريا إلى التصديق بها". ٢ نرى هنا أن ديكارت قد استطاع أن يتخلص من هذه الصعوبة المتمثلة في أوهام الأحلام "قارن المادة الرابعة"، وهو الآن مالك لمعيار للحقيقة كشف له الكوجيتو عنه، وهو أن ما يميز بين الفكرة الحقيقية والفكرة الزائفة إنما هو وضوحها وتميزها. ٣ هنا كل منهج ديكارت: التفرقة في كل شيء بين ما هو واضح ومتميز، وبين ما هو غامض ومبهم، ثم الاعتقاد بحقيقة ما هو واضح، والشك فيما هو غامض. ومن الميسور أن نرى الفيزيقا الديكارتية قد خرجت كلها من هذا المبدأ، والتمثلات الحسية التي تكون لدينا من الأشياء الخارجية غامضة ومبهمه، ولكنها تنحل كلها إلى معانٍ واضحة متميزة، أي: إلى أشكال وامتداد وحركات. والامتداد والحركة شيئان واضحان؛ ولذلك فهما الشيئان الحقيقيين أو الشيئان الواقعيان في الأشياء الخارجية، والعالم عبارة عن ميكانيكا هندسية، كل شيء فيه يتم ويفسر "بالشكل والحركة". ٤ الساب مجرد خلو. أما الحرمان فهو خلو الكائن من صفة تبدو من لوازم طبيعته، ولكن هذه التفرقة لا قيمة لها إلا من وجهة النظر الإنسانية. والحقيقة أن الله وحده هو الحاكم فيما يجب أن يكون للمخلوق من صفات أو لا يكون.
1 / 71