Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة
Yayıncı
جامعة المدينة العالمية
Türler
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (العنكبوت: ٥١).
وإن كان الله ﷿ قد أيد نبيه وحبيبه ومصطفاه ﵌ بمعجزة أخرى إلا أن القرآن الكريم هو الرحمة والذكرى معًا، هو المعجزة وهو الشرعية ففي الشريعة يجدون الرحمة، وفي الآيات التي نزلت بهذه الشريعة يرون الذكرى والمعجزة لقوم يؤمنون، وكذلك يقول الله -تبارك تعالى- عن القرآن الكريم وموقف قريش منه-: ﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾ (الشعراء: ١٩٧: ٢٠١).
تلك هي معجزة الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما نطق بها القرآن الكريم، ولذلك قال الإمام الباقلاني ﵀ ﵎: إن نبوة نبينا محمد ﵌ بُنِيَتْ على هذه المعجزة القرآن الكريم وإن كان قد أيد ﵌ بعد ذلك بمعجزات كثيرة إلا أن تلك المعجزات قامت في أوقات خاصة وأحوال خاصة وعلى أشخاص خاصة، ونُقِلَ بَعضها نقلًا متواترًا يقع العلم به وجودًا، وبعضها مما نُقِلَ خاصًّا -نُقِل نقلًا خاصًّا- إلا أنه حكي بمشهد من الجمع العظيم الذين شاهدوه؛ فلو كان الأمر على خلاف ما حكي لأنكروه أو لأنكره بعضهم، فحل محل المعنى الأول، وإن لم يتواتر أصل النقل فيه، وبعضها مما نُقل من جهة الآحاد، وكان وقوعه بين يدي الآحاد؛ فأما دلالة القرآن الكريم فهي معجزة أو عن معجزة عامة، عمت الثقلينِ، وبقيت بقاء العصرين، ولزوم الحجة بها في أول وقت ورودها إلى يوم القيامة على حد واحد، هكذا ذكر الإمام الباقلاني ﵀ وأقول تعقيبًا على كلامه: إن المعجزات الأخرى الثابتة للنبي ﵌ أيضًا تؤيد صدقه سواء ثبتت بالتواتر أو الآحاد إذا صح الخبر بذلك عن النبي ﵌ فكلاهما -أعني: الخبر المتواتر والآحاد- يفيد العلم والعمل فإذا صح الخبر وجب قبوله ووجب العمل به أيضًا.
1 / 194