Political Alliances in Islam
التحالف السياسي في الإسلام
Yayıncı
مكتبة المنار الأردن
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م
Yayın Yeri
الزرقاء
Türler
وكانت وفاة خديجة في العام نفسه، لذلك سمي العام العاشر من البعثة عام الحزن. وقد قال رسول الله ﷺ: (ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب).
ولم يكن بقدرة العباس ﵁ أن يفعل فعل أبي طالب، إذ ليس له من المهابة والطاعة والمكانة ما كان لأخيه. وفي لحظة عابرة تحركت النخوة في رأس عدو الله أبي لهب فقال لرسول الله ﷺ: اذهب يا ابن أخي، وما كنت تصنعه وأبو طالب حي فاصنعه.
وكان لهذا الموقف وقع الصاعقة على قريش فشرعت بذكائها لتدمير هذا الحلف، ونجحت أيما نجاح عندما أوعزت إلى أبي لهب أن يسأل رسول الله ﷺ عن عبد المطلب.
وكان رسول الله ﷺ بين أمرين، والموقف حرج جدا، فإما أن تستمر الحماية مقابل مهادنة بكلمة واحدة في دين الله ومساومة .. وإما أن تنهار الحماية كلها لو تحدث عن عبد المطلب بما لا يرضيهم. وما كان لرسول الله ﷺ أن يساوم على حساب العقيدة، ولو كان في ذلك حمايته ليبلغ هذه العقيدة ... فقال لعمه أبي لهب: هو في النار. فقال أبو لهب: ما زلت عدوا لك أبدا. وعاد فانضم إلى معسكر قريش.
وأمام هذا التطور انتهى النبي ﷺ إلى أن مكة لم تعد مكانا آمنا لتبليغ الدعوة. وبدأ يبحث عن مكان آخر. واختار ثقيفا في الطائف. وقد ذكر المقريزي أن ثقيفا كانوا أخواله. ولا ندري على أي شيء اعتمد في هذا.
وأقام رسول الله ﷺ بين أهل الطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه. فقالوا: اخرج من بلادنا. وأغروا به سفهاءهم. فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به.
1 / 27