Personality of the Muslim as Shaped by Islam in the Quran and Sunnah

Muhammad Ali al-Hashimi d. Unknown
82

Personality of the Muslim as Shaped by Islam in the Quran and Sunnah

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

Yayıncı

دار البشائر الإسلامية

Baskı Numarası

العاشرة

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Türler

النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم. قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي. قال: فتغضب يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل! قال: فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: اتراجعين رسول الله ﷺ؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر! أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله؟ فإذا هي قد هلكت؟! لا تراجعي رسول الله، ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك» (١). ويأتي عمر ﵁ النبي ﷺ، ويحدثه بما دار بينه وبين حفصة من حوار، فيبتسم الرسول الكريم. بمثل هذا الخلق الرضي العالي ينبغي أن يتحلى المسلم، ليكون على قدم الرسول الكريم في شمائله وسجاياه، وفي أعماله كلها، وحينئد يقيم الدليل على أن الإسلام دين الحياة الاجتماعية الراقية، وأن ما أصاب الأفراد والأسر والمجتمعات من شقاء وتفكك واضطراب وقلق وضياع، إنما كان ببعد الناس عن هذه القيم العليا التي نشر شذاها الإسلام، وجهلهم إياها، وظنهم الخاطىء بها، وإنها لقيم خلقية ثمينة، إذا تحلى بها الأزواج انتفى من حياة الأسر الخصام والشقاق، ورفرفت على البيوت أجنحة السعادة والطمأنينة والاستقرار والنعيم. من أنجح الأزواج: ومن هنا كان الزوج المسلم الواعي من أنجح الأزواج في الحياة الاجتماعية، ومن أحبهم إلى نفس المرأة الصالحة النظيفة الحصان؛ ذلك أنه بما تلقى من هدي الإسلام العظيم، يعرف كيف يتسرب إلى كوامن نفس

(١) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

1 / 82