هذا شطر في الفارسية وهو بيت كامل في العربية.
والأبيات في الفارسية كالأبيات في العربية مبنية على استقلال كل بيت عما بعده. فلا يجمل ترجمة بعض بيت وآخر في بيت واحد. وقد تصرفت في هذه المشكلة بأن ترجمت أحيانا البيت الثماني في الفارسية بسداسي في العربية. على ما في هذا من عسر، وأحيانا ترجمت الشطر ببيت مجزوء، فقابلت الشطر الذي فيه أربع تفعيلات في الرمل مثلا ببيت مجزوء فيه أربع تفعيلات كذلك.
وللتمثيل نظمت قصيدتين وقطعة على الأوزان الفارسية يجدها القارئ في الصفحات، ثم القافية المردوفة كثيرة في الشعر الفارسي وشعر إقبال، وفي الترجمة كررت كلمات الردف في أول البيت لا في آخره بلفظها أو معناها وللتمثيل ردفت القافية فيما ترجمت على الأوزان الفارسية.
فلسفة إقبال
لا يتسع المقام والوقت للكلام في فلسفة إقبال، ولكن لا بد من كلمات قليلة تعين القارئ على إدراك مقاصد الشاعر: (1)
لإقبال مذهب سماه الذاتية (خودي)، وشرحه في كتابه «أسرار خودي»، وخلاصته أن الذاتية أساس الحياة؛ فالله تعالى ذات، والإنسان ذات، وحياة الإنسان تتجلى في هذه الذاتية، فعلى الإنسان أن ينظر إلى فطرته ويستخرج كل ما فيها، ولا يؤمن إقبال بوحدة الوجود التي تنافي الذاتية. (2)
وأن الاستقلال في الفكر والابتكار يبين عن الذاتية والتقليد يضعفها أو يميتها. (3)
وأن الشدائد والمحن في هذه الحياة تقوي الذاتية. والآلام واللذات يكمل بعضها بعضا. انظر أبياته عن شوبنهور ونيتشا ص117، «بل الجنة» ينقص لذتها فقد الألم والهم فيها. انظر ص76 وأن الإنسان حر مختار يتوهم أنه مجبر:
فقم إن كنت في ريب وأقدم
تجد للرجل في الدنيا مجالا
Bilinmeyen sayfa