Pauses with the Prophetic Teachings ﷺ for His Companions
وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Baskı Numarası
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ
Türler
وَالتَّسْلِيم فعلى قدر إِيمَان الشَّخْص وَقُوَّة عقيدته تَأتي قُوَّة الْتِزَامه بمنهج الله. وَمن مهمات العقيدة الَّتِي يجب أَن ترسخ فِي النُّفُوس، التَّوَكُّل على لله فَهِيَ من صِفَات الْإِيمَان كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذين إِذا ذكر الله وجلت قُلُوبهم وَإِذا تليت عَلَيْهِم آيَاته زادتهم إِيمَانًا وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ﴾ (١) وكما فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وعَلى الله فَليَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ﴾ (٢) وَيُوجه النَّبِي ﷺ صحابته إِلَى التَّوَكُّل الصَّادِق وَيبين لَهُم أَثَره فَيَقُول: «لَو أَنكُمْ توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كَمَا يرْزق الطير تَغْدُو خماصا وَتَروح بطانا» (٣) والْحَدِيث مصداق لقَوْله تَعَالَى ﴿وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه﴾ (٤) ويُعلي الرَّسُول ﷺ شَأْن التَّوَكُّل علوا كَبِيرا عِنْدَمَا بَين أَن من أمته سبعين ألفا يدْخلُونَ الْجنَّة بِلَا حِسَاب وَلَا عَذَاب وهم من بلغُوا كَمَال التَّوَكُّل فَبين أَنهم «الَّذين لَا يسْتَرقونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ» (٥) . فهم تركُوا الاسترقاء «وَهُوَ طلب الْقِرَاءَة لمن كَانَ مَرِيضا» والكي لكَمَال توكلهم وَلم يتشاءموا بالطير لعلمهم أَن النَّفْع والضر بيد الله فالتوكل عَلَيْهِ وَحده.
وَيضْرب رَسُول الله ﷺ الْمثل الْأَعْلَى فِي قُوَّة التَّوَكُّل بالاعتماد على الله والثقة بِهِ فَفِي معركة أحد عِنْدَمَا جمعت لَهُ قُرَيْش
_________
(١) سُورَة الْأَنْفَال / آيَة: ٢.
(٢) سُورَة إِبْرَاهِيم / آيَة:.١١
(٣) من حَدِيث عمر بن الْخطاب ﵁ أخرجه التِّرْمِذِيّ ك: الزّهْد ب التَّوَكُّل على الله ح٢٣٤٤ (٤/٥٧٣) وَقَالَ حسن. وَأخرجه أَحْمد (١/٣٠) وَابْن حبَان (الْإِحْسَان ٢/٥٠٩) وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك (٤ / ٣١٨) وَإسْنَاد الحَدِيث حسن.
(٤) من سُورَة الطَّلَاق الْآيَة:٣.
(٥) رَوَاهُ البُخَارِيّ ك: الرقَاق ب. يدْخل الْجنَّة سَبْعُونَ ألفا (٤ / ١٩٩) وَمُسلم ك: الْإِيمَان ب: الدَّلِيل على دُخُول طوائف من الْمُسلمين الْجنَّة بِلَا حِسَاب (١/ ١٩٩) .
1 / 110