257

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Yayıncı

مكتبة الغرباء

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ

Yayın Yeri

الدار الأثرية

Türler

فهذا عبد الله بن سلام عندما نظر إلى وجه النبي ﷺ ووجده ليس بوجه كذاب، وعندما سأله عن المسائل الثلاث وأجابه النبي ﷺ، عرف ابن سلام أن النبي ﷺ حق، وأنه جاء بالحق من عند الله تعالى، فعندها بلا تردد قال: أشهد أن لا إله الله وأشهد أنك رسول الله، وقال ابن سلام لليهود: يا معشر اليهود! اتقوا الله؟ فوالله الذي لا إله غيره إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق.
وهذا سلمان الفارسي ﵁، ترك أهله، وترك الغنى عند أبيه، وانتقل من بلد إلى بلد، ومن شخص إلى شخص، وباعوه عبدًا لرجل من اليهود، ومع ذلك يبحث عن الحق فعندما التقى برسول الله ﷺ وقدم له الصدقة فلم يأكل النبي ﷺ منها، وقدم له الهدية فأكل ﷺ منها، ورأى سلمان خاتم النبوة بين كتفي النبي ﷺ انكب على رسول الله ﷺ يقبله ويبكي، ودخل في دين الله، فعلى الإنسان أن يبحث دائمًا عن الحق في كل شيء، فإذا وجده اتبعه بلا تردد؛ لأنه ليس بعد الحق إلا الضلال، ولأن الحق أحق أن يتبع، فكم من إنسان منعه الكبر من اتباع الحق؟! وكم من إنسان منعه الجهل من اتباع الحق، وكم من إنسان منعته الدنيا وحب الدينار عن اتباع الحق، وكم من إنسان منعته الحزبية البغيضة عن اتباع الحق؟!
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)﴾ [الحج: ٦٢].
رابعًا: ضرورة التعاون على البر والتقوى، وضرورة مساعدة المحتاج، وضرورة التعاون على قضاء الدين عن المدين.
وهذا يؤخذ من فعل النبي ﷺ والصحابة ﵃ مع سلمان الفارسي ﵁ عندما ساعدوه ليتحرر من الرق فالله ﷿ يقول:

1 / 248