240

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Yayıncı

مكتبة الغرباء

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ

Yayın Yeri

الدار الأثرية

Türler

يقول لهم: دعوا الناقة فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري ﵁، في مكان المسجد النبوي الذي هو فيه الآن (١).
عباد الله! فتساءل ﷺ: أي بيوت أهلنا أقرب؟ - يقصد بذلك بيوت بني النجار أخواله-.
فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري، وهذا بابي فنزل ﷺ في داره (٢). وكانت الدار طابقين، فاختار النبي ﷺ أن يسكن في الطابق الأرضي، فقال أبو أيوب ﵁: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله إني لأكره أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلو، وننزل نحن فنكون في السفل.
فقال النبي ﷺ: "يا أبا أيوب: إنه أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت".
قال أبو أيوب: فكان النبي ﷺ في السفل وكنا فوقه في المسكن، فانكسرت جرة لنا فيها ماء، فقمت أنا وأمُّ أيوب بقطيفة لنا -ليس لنا لحاف غيرها- ننشف بها الماء مخافة أن يقطر منه شيء على رسول الله ﷺ فيؤذيه" (٣).
عباد الله! أخذت الوفود تتوافد على رسول الله ﷺ في دار أبي أيوب، وسمع عبد الله بن سلام -وكان رجلًا يهوديًا- بنزول النبي ﷺ في دار أبي أيوب، وقد تنادى الناس فيما بينهم: قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، فجاء عبد الله بن سلام مع الناس ليرى رسول الله ﷺ.

(١) "السيرة النبوية الصحيحة" العمري (٢١٩).
(٢) "صحيح البخاري" (رقم ٣٩١١).
(٣) "سيرة ابن هشام" بإسناد صحيح، انظر "السيرة النبوية الصحيحة" العمري (ص ٢٢٠).

1 / 231