288

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Yayıncı

مكتبة الغرباء

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ

Yayın Yeri

الدار الأثرية

Türler

لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بالحق، فقالوا له: كذبت (وهذا يعبر عما في قلوب اليهود).
ويظهر لنا ذلك أيضًا مما رواه ابن إسحاق عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب ﵂ أنها قالت: كنت أحَبُّ ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر؛ لم ألقهما قط مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دونه.
قالت: فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة، ونزل قباء في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي؛ حيي بن أخطب، وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين -أي وقت صلاة الفجر-
قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس.
قالت: فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى
قالت: فهششت إليهما كما كنت أصنع. فوالله! ما التفت إلى واحدٌ منهما، مع ما بهما من الغمِّ.
قالت: وسمعت عمي أبا ياسر، وهو يقول لأبي، حيي بن أخطب: أهو هو؟ - وهذا هو الشاهد -أي: أهو الرسول الذي نعرفه في التوراة.
قال: نعم والله!
قال: أتعرفه وتثبته؟
قال: نعم
قال: فما في نفسك منه؟
قال: عداوته والله! ما بقيت -وهذا هو الشاهد- (١).

(١) "سيرة ابن هشام" (١/ ٥١٨ - ٥١٩).

1 / 279