Paradise Under Your Feet
الدفاع عن الله ورسوله وشرعه
Türler
الرد على شبهات المخالفين والمعاندين لمشروعية الختان
يتبين لنا من مجموع شبه المخالفين والمعاندين للختان أن الختان إنما هو عملية وحشية تسبب للفتاة أضرارًا نفسية واجتماعية خطيرة، فنقول لهم: ما هي هذه الأضرار النفسية والاجتماعية الخطيرة؟ وهل الختان عملية وحشية؟! إن العمليات الجراحية كلها عمليات وحشية بهذا المنطلق، فلماذا لا تحرمون المساس ببدن المرء سواء كان كافرًا أو مسلمًا؟ ثم من الذي قال: إن الختان عملية وحشية؟
الجواب
(الخواجات) الذين قالوا هذا، ووجدوا لهم أبواقًا ممن يتكلمون بأسمائنا وينتحلون نحلتنا وهم من بني جلدتنا.
فالختان ليست عملية وحشية، لا، يقول بعض الطبيبات وكثير من الأطباء: الختان عملية تجميلية تكميلية لأصل خلق الإنسان وجبلته وفطرته التي فطر الله ﵎ الناس عليها، فهو عملية تجميلية وتحسينية وليست عملية وحشية.
الشبهة الثانية: أنهم قالوا: إن الختان عادة سيئة وقبيحة.
أقول: لا ينبغي أبدًا أن نقول عن الختان: إنه عادة فضلًا عن كونها عادة سيئة وقبيحة لوجهين: الوجه الأول: أن الختان عبادة وليست عادة، يتقرب بها المرء إلى الله ﵎، وسيأتينا الدليل الذي يبيّن صحة ما نقول وما ندّعي.
ثم قولك: إن الختان عادة سيئة وقبيحة فهذا ينافي الأدب من وجهين: الوجه الثاني: بعد أن قلنا: إنه عبادة، فلا يجوز أن تكون هذه العبادة سيئة وقبيحة، وإنما الذي يوصف بذلك العادات دون العبادات، والختان عبادة.
وهب أنه عادة فلا يوصف بالسوء والقُبح؛ لأنه أقل ما يقال فيه: إنه خلاف معتبر بين أهل العلم، فلو أني معك اختلفت في مسألة من المسائل فاستندت أنا إلى أدلة وأنت قد استندت إلى أدلة أخرى وكل له وجهة نظره، فلا يوصف المخالف بأنه على سوء وعلى قبح، أو أن رأيه قبيح وسيئ، إلا أن يكون طاعنًا في الدليل وفي النص، وليس أمر الختان كذلك: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ [النور:٥١]، ولم يكن قولهم كما قالت بنو إسرائيل: ﴿سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾ [البقرة:٩٣] فالسمع والطاعة يدخل فيه كثير من أبواب الابتلاء، فينبغي للمرء المسلم أن يستسلم لله ﷿ ولأحكامه، ولا يسعه إلا أن يقول: سمعنا وأطعنا، علم العلة أو لم يعلمها، ولا يوصف شيء من دين الله ﷿ بالقبح أبدًا، فدين الله ﵎ خير كله، وما وجد النبي ﷺ الأمة على خير إلا وقد أقرها عليه، بل ما وجد خيرًا إلا قد دلّ أمته عليه، وما وجد شرًا إلا نهاها عنه.
والله ﵎ بيّن ذلك في كتابه فقال: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام:٣٨] فالكتاب قد اشتمل على كليات وأصول ما يلزم المسلم في دينه ودنياه إلى قيام الساعة، وقال الله ﵎ آمرًا لهذه الأمة بطاعة الرسول ﷺ وأن طاعة الرسول ﷺ من طاعة الله ﵎، فقال ﵎: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء:٥٩]، وقال ﵎: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:٧]، وقال تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج:٧٧].
فتبيّن من هذه الأدلة أنها قواعد كلية تفيد طاعة الرسول ﷺ، ولذلك نجد أن من تكلم في أمر الختان من بعض أهل العلم قال: لا توجد في السنة أي إشارة.
نقول: قد وجد، بل وجد التصريح بجواز ذلك فضلًا عن استحبابه.
ويقولون: ولا يوجد شرع يبرر هذا الإجرام، وسموه إجرامًا، وقالوا: لا يوجد طبيب يبرر هذا، ولا يوجد في الفقه الإسلامي نص عن إمام من الأئمة المعتبرين يشير إلى ختان البنات من قريب أو من بعيد، وسنعلم أن الأئمة الأربعة تكلموا عن الختان وعلى مشروعيته، ومعلوم أن الأمة لا تجتمع على ضلال.
ويقولون: إن الختان يسبب البرود الجنسي، أي: أن الختان عند الإناث يسبب البرود الجنسي، فنواة المرأة التي هي محل الطهارة في أعلى فرجها بعد الشطرين الصغيرين لها عرف كعرف الديك، هذا العرف يطول ويقصر حسب حجم البنت وصحتها، وحسب الجو والطقس من البلاد الحارة عنه في البلاد الباردة، فهو في البلاد الحارة يطول عند البنات، وفي البلاد الباردة يصغر وينكمش، فمن النساء من تحتاج إلى عملية الختان، ومنهن من لا تحتاج إلى ذلك، والبحث هنا أن بعض الجاهلات من الفلاحات ومن ليس له تمرّس بهذا الأمر إذا دُعي إلى ختان البنت استأصل هذا العرف من جذره، فهذا خطأ عظيم؛ لأنه يفقد البنت شهوتها بالكلية، فتُصاب بالبرود الجنسي، والخطأ هنا ليس متعلقًا بالشرع، وإنما هو متعلق بذلك الجاهل الذي أجرى عملية الختان؛ لأنه استأصل العضو من جذره، وتأتينا بعد ذلك السنة لتبيّن ما هو القدر الذي يؤخذ من ذكر الرجل ومن فرج البنت، حتى نعلم أن الإسلام كله خير.
فالختان معنا
6 / 5