المستشرقون لنجيب العقيقي

Najib Al-Aqiki d. 1402 AH
66

المستشرقون لنجيب العقيقي

المستشرقون لنجيب العقيقي

Yayıncı

دار المعارف القاهرة

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٩٦٤ م

Yayın Yeri

مصر

Türler

سلطنهم قضى على المشروع. ولما عقد الفرنسيون معاهدة الامتيازات مع سلمان القانوني (١٥٣٥) أنشأوا تجارة رسمية في الشرق الأدنى وأقاموا قنصلًا في الإسكندرية ثم نقلوه إلى القاهرة (١٦١١) ثم رجع إلى الإسكندرية فارًا (١٧٧٧) وأسس الانجليز الشركة التركية (١٥٨١) وبعثوا أول سفير في بلاط السلطان وعينت الشركة قنصلًا لها في القاهرة (١٥٨٣) وناقستها فرنسا فحملتها على استدعائه (١٧٥٦) واتفق الفرنسيون والبنادقة على الإنجليز، ثم ضموهم إليهم في مزاحمة الهولنديين واستطاعت شركة الهند أن تبيع الصادرات الشرقية إلى أوربا عن طريق رأس الرجاء الصالح بنحو نصف أثمانها، وأول من نزل طرابلس بلبنان البنادقة وانتقل إليها قنصلهم من دمشق (١٥٤٥) ثم أقبل عليها الفرنسيون فاحتكروا منها تجارة الحرير والسجاد والقطن. ولما اتخذ فخر الدين الثاني (١٥٩٠ - ١٦٣٥) صيدا عاصمة (١٥٩٣) - ثم مدت إمارته من طرابلس إلى الناصرة، واعترف به الباب العالي سيدًا على بلاد العرب من حلب حتى حدود مصر (١٦٢٤) - أصبحت أكبر ميناء تجاري في شرقي البحر الأبيض المتوسط واستورد الفلورنسيون - وقد عقد فخر الدين معاهدة مع دوقهم (١٦٠٨) وفر إليهم من الباب العالي (١٦١٣ - ١٦١٨) واستقدم من عندهم المهندسين والخبراء الزراعيين - الحرير والقطن والرماد والقمح. ثم خلفهم الفرنسيون، فقدرت تجارتهم مع الشرق الأدني بأربعة عشر مليون جنيه (١٦٣٥) منها ثمن ٧٠٠ بالة حرير من صيدا وحدها، وكان بيعها منه في السنة بمبلغ ٤٠٠،٠٠٠ فلس (١) هذا خلا ما كانت تستبضعه منه من النبيذ والأخشاب وغيرها فأربت أرباحها من سائر سلعه على مليون ليرة في العام (٢) مما اقتضاها إقامة قنصلية فانتدبت لها أبا نوفل الخازن نائب قنصل في بيروت (١٦٥٥) ثم قنصلًا (١٦٦٢) واستمر هذا المنصب في أسرة الخازن نحو مائة سنة، ثم خلفها الشيخ غندور سعد الخوري (١٧٨٧) وقد خصت أبناء الطوائف المسيحية الشرقية باثنتي عشرة منحة ليتلقوا العلم في كولج لوي ليجران (١٧٠٠). وأثرت بعض المدن الأوربية والشرق الأدنى وشمالي أفريقيا، بفضل هذه

(١) Ristelhuebert، Traditions françaises au Liban، p ٢٧٠ (٢) ماسون، تاريخ التجارة الفرنسية في الشرق.

1 / 71