Orientalists and Missionaries in the Arab and Islamic World
المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي
Yayıncı
دار الوعي العربي
Türler
الأثر الثاني هجر زوجتي أياي، وتركها الأبناء، وقد تغلبت على هذه المحنة بالإيمان والصبر.
أما الخطاب الثاني فكان من آثاره تحديد جلسة للمناقشة والمواجهة من قساوسة جاءوا فزعين إلى منزلي مساء يوم ثلاثاء من يناير سنة ١٩٦٠، وكان من الواجب أن يخطرني بذلك قسم الوايلي الذي يتبعه محل إقامتي، لكن شيئًا من هذا القبيل لم يحدث. وما أن علمت بموعد الجلسة حتى تهيأت لها، وما أن جاء شهر فبراير حتى آحيلت الأوراق إلى الشهر العقاري للتسجيل. ولما أيقنت الزوجة أن الأمر صار مقضيًا به استأذنت في ترك المنزل، وأذنت لها وأنا عالم بطرق التبشير المرير لإصرار زوجتي على موقفها كمسيحية، وعلى سبيل المثال: إن المرسلين من الخطورة بمكان لا يبارى، وها هي سمومهم: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضًا به قدام أبي الذي في السموات، ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضًا قدام أبي الذي في السموات" (إنجيل متى ١٠: ٣٢، ٣٣) .
بل زادوا إمعانًا في عزلي عن زوجتي وأهلي بسمومهم بقولهم: "من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق، لذلك أقول لكم كل خطيئة وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له، لا في هذا العالم ولا الآتي" (إنجيل متى ١٢: ٣٠ - ٣٢) .
ومن هو الروح القدس حتى يكون بهذا المقام؟ فيقول الأقنوم الثاني عنه: "ومتى جاء المعزى الذي سأرسله من الآب روح الحق الذي هو عند الآب فهو يشهد لي" (إنجيل يوحنا ١٥ - ٢٦) .
1 / 24