Oedipus ve Theseus
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Türler
وكذلك استحق الآتينيون وحدهم بفضلي أنا اسم «الشعب» الذي أطلق عليهم ولم يطلق إلا عليهم. هذا هو المجد الذي كسبته لنفسي والذي يربى على كل ما شيدت قديما من مأثرة، وهو مجد لم يبلغه هيرقل ولا جازون ولا بلليروفون ولا برسيه.
ولم يتبعني مع الأسف بيريتوس زميل الصبا. أما الأبطال الذين سميتهم وأبطال آخرون من أمثال ميلياجر
5
وبيليه؛
6
فإنهم وقفوا عند مآثرهم الأولى أو مأثرتهم الأولى ولم يستطيعوا أن يتجاوزوها. ولم أرد أنا أن أقف عند هذه المآثر، وكنت أقول لبيريتوس: هناك وقت لتحرير الأرض من الخوف الذي تثيره الوحوش، ووقت آخر لاستثمار هذه الأرض المحررة؛ وقت لتحرير الناس من الخوف، ووقت آخر لتمكينهم من الانتفاع بهذا التحرير وما يتيح لهم من أمن وسعة.
ولا سبيل إلى هذا إلا النظام الدقيق. ولست أقبل أن يقف الرجل جهوده على نفسه كما يفعل البيوثيون،
7
ولا أن يجعل السعادة الخاملة غايته التي يسعى إليها . وكنت أعتقد أن الإنسان ليس حرا وأنه لن يكون حرا، وليس من الخير أن يكونه. ولكني لا أستطيع أن أدفعه إلى أمام دون رضا، ولا أن أبلغ منه الرضا إلا إذا خيلت إلى الشعب أنه حر. أردت أن أرتفع به ولم أقبل أن يظل راضيا بما قسم له حانيا رأسه من الذل. وكنت أرى أن الإنسانية تقدر على أكثر من هذا، وهي أكرم من أن ترضى بهذا. وكنت أذكر ما ألقى إلي ديدال من العلم حين كان يزعم أن يورث الناس أسلاب الآلهة. وكانت قوتي تأتي من ثقتي بقدرة الإنسان على التقدم.
هنالك تخلف عني بيريتوس ولم يتبعني، وكان قد رافقني وأعانني كثيرا أثناء الشباب، ولكني تبينت أن استبقاء الصداقة يقفنا عن السعي أو يردنا إلى وراء. هناك مواقف لا يستطيع الإنسان أن يتجاوزها إلا وحيدا. وإذ كان بيريتوس راجح العقل فقد ظللت أسمع لأحاديثه دون أن أزيد على ذلك شيئا. وقد تقدمت به السن، فجعل يترك حكمته تستنيم إلى القصد والاعتدال، وهو الذي لم يكن يقنع بشيء. فلم تكن مشورته تهدف إلا إلى التحديد والتقييد في كل شيء.
Bilinmeyen sayfa