دهما بينه وبين البحر الهندى في جزيرة بينهما يكون هو محيطا بها شرقا وغربا وجنوبا ويصير لذلك الجزيرة ويتصل شمالها بالبحر الهندى، وينتفع مدينة قواره فى غربية حيث يصب فى [البحر] الهندى.
ومن جبل القمر يخرج نهر النيل وقد كان تتبدد على وجه الأرض، فلما قدم نقراوش الجبار بن مصريم الأول بن مركابيل بن دوابيل بن عرباب بن آدم (عليه السلام) إلى أرض مصر ومعه عدة بنى غرباب واستوطنوا بها، وبنوا بها مدينة أمسوس وغيرها من المدائن، حفروا النيل حتى أجروا ماءه إليهم.
ولم يكن قبل ذلك معتدل الجري بل ينبطح ويتفرق في الأرض حتي وجه إلي النوبة الملك نقراوش فهندسوه وساقوا منه أنهار إلي مواضع كثيرة من مدنهم التي بنوها وساقوا منه نهرا إلي مدينة امسوس ثم لما خربت، ثم خربت أرض مصر بالطوفان وكانت [ق 55] أيام البودشير بن قفط بن مصر بن ببصر بن حام بن نوح (عليه السلام)، [عدل جانبي النيل تعديلا ثانيا بعد ما أتلفه الطوفان] (1).
قال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه فملك البودشير وتجبر وهو أول من تكهن وعمل بالسحر واحتجب عن العيون وقد كان أعمامه أشمن وأتريب وصا ملوك علي أحيازهم، إلا أنه قهرهم بجبروته وقوته فكان الذكر له كما تجبر عليهم أبوه من قبله لأنه كان أكبرهم ولذلك أغضوا عنه.
فيقال أنه أرسل هرمس الكاهن المصرى إلى جبل القمرى الذى يخرج النيل من تحته حتى عمل هناك هيكل التماثيل النحاس وعدل البطيحة التي ينصب فيها ماء النيل.
ويقال أنه الذى عدل جانبي النيل وقد كان يفيض وربما انقطع فى مواضع.
وهذا القصر الذى فيه التماثيل النحاس يشتمل علي خمس وثمانين صورة، جعلها هرمس جامعه لما يخرج من ماء النيل بمعاقد مدبرة وقنوات تجرى الماء فيها، وينصب إليها إذا خرج من تحت جبل القمر حتي يدخل من تحت الصورة ويخرج من حلوقها، وجعل لها قياسا معلوما بمقاطع وأذرع مقدرة وجعل ما يخرج من هذه الصور من الماء ينصب إلى الأنهار ثم [ق 56 أ] يصير منها إلي بطيحتين ويخرج منها حتى ينتهى إلى البطيحة الجامعة للماء الذى يخرج من
Sayfa 70