Nezhatü'l-Mecalis ve Muntehabü'n-Nefais
نزهة المجالس ومنتخب النفائس
Yayıncı
المطبعه الكاستلية
Yayın Yeri
مصر
في بني إسرائيل رجل كثير العبادة فقال لزوجته إني أشتهي الشواء منذ كذا وكذا سنة وأتركه لأجل الفقراء فقالت وأنا أذبح عشرة من الغنم واحد لك وتسعة للفقراء فلما فعلت ذلك قال ولدها الكبير للصغير ألا أريك كيف ذبحت أمي الغنم فذبحه وهرب فوقع في التنور فاحترق فوضعتهما في خزانة واشتغلت بالفقراء فلما جاء العابد أطعمته حتى شبع ثم قالت له كان عندي وديعتان فأخذهما صاحبهما فشق ذلك علي فقال إن صاحب الوديعة أحق بها فقالت إن ابنك قد ذبح أخاه ثم أراد الهروب فوقع في التنور فاحترق فقال العابد وفيك هذا الصبر قالت نعم أنا أولى منك بذلك ولكن أريد أن أنظر إليهما فقاما إلى الخزانة وأشعلا مصباحا فوجداهما يضحكان ويلعبان ببركة الصبر والرضا قاله النسفي قال ذو النون المصري ﵁ إن لله عبادًا كانت البلايا عندهم عملا والشدائد عندهم سكرا والأحزان عندهم رطبا ... حكاية: قال جابر بن عبد الله ﵄ لزوجته يوم حفر الخندق وعرفت في وجه النبي صلى الله عليه
وسلم الجوع فهل عندك شيء قالت صاع من شعير فطحنته وعناق فذبحته فأصلحت طعاما فتوجه جابر إلى الخندق والنبي ﷺ ينقل التراب وكان له ولدان فقال أحدهما للآخر ألا أريك كيف ذبحت الشاة فذبحه فما شعرت أمه إلا والدم يسيل من الميزاب فصاحت أمه فهرب الصبي في التنور فمات فأخذتهما وجعلتهما في البيت ودثرتهما بكساء واشتغلت بطعامها لأجل النبي ﷺ فأتى بالمهاجرين والأنصار إلى دار جابر وكانت صغيرة فقال يا جابر أتحب أن يوسع الله دارك قال نعم قال فجثى على ركبتيه ودعا قال جابر فوالذي بعثه بالرسالة إني نظرت إلى السقوف قد ارتفعت وإلى الجدران قد تباعدت فسكب النبي ﷺ الطعام بيده وقال يا جابر ادع أولادك حتى آكل معهم فذهب إلى زوجته فقالت أنهم نيام فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال والذي نفسي بيده لا آكل إلا معهم فرجع جابر إلى زوجته فقالت دونك وإياهم فدخل البيت وكشف عنهما الغطاء فوجدهما بالحياة متعانقين فقعد أحدهما عن يمين النبي ﷺ والآخر عن يساره فأكلوا حتى شبعوا فتبسم النبي ﷺ وقال يا جابر أخبرك بما أخبرني به جبريل قال نعم فأخبره بما حدث وأمر ولديه فتعجب من ذلك وقد حصل له ولزوجته الفرح والسرور وفي معنى ذلك قال: لم الجوع فهل عندك شيء قالت صاع من شعير فطحنته وعناق فذبحته فأصلحت طعاما فتوجه جابر إلى الخندق والنبي ﷺ ينقل التراب وكان له ولدان فقال أحدهما للآخر ألا أريك كيف ذبحت الشاة فذبحه فما شعرت أمه إلا والدم يسيل من الميزاب فصاحت أمه فهرب الصبي في التنور فمات فأخذتهما وجعلتهما في البيت ودثرتهما بكساء واشتغلت بطعامها لأجل النبي ﷺ فأتى بالمهاجرين والأنصار إلى دار جابر وكانت صغيرة فقال يا جابر أتحب أن يوسع الله دارك قال نعم قال فجثى على ركبتيه ودعا قال جابر فوالذي بعثه بالرسالة إني نظرت إلى السقوف قد ارتفعت وإلى الجدران قد تباعدت فسكب النبي ﷺ الطعام بيده وقال يا جابر ادع أولادك حتى آكل معهم فذهب إلى زوجته فقالت أنهم نيام فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال والذي نفسي بيده لا آكل إلا معهم فرجع جابر إلى زوجته فقالت دونك وإياهم فدخل البيت وكشف عنهما الغطاء فوجدهما بالحياة متعانقين فقعد أحدهما عن يمين النبي ﷺ والآخر عن يساره فأكلوا حتى شبعوا فتبسم النبي ﷺ وقال يا جابر أخبرك بما أخبرني به جبريل قال نعم فأخبره بما حدث وأمر ولديه فتعجب من ذلك وقد حصل له ولزوجته الفرح والسرور وفي معنى ذلك قال:
إذا ما رماك الدهر يوما بنكبة ... فهي له صبرا وأوسع له صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبة ... فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا
حكاية لما جاء إخوة يوسف بقميصه إلى أبيهم. فقال: ما أشفق هذا الذئب حيث أكل يوسف ولم يمزق قميصه ثم بكى بكاء كثيرًا، فجاءه جبريل وقال: عليك بالصبر الجميل أي وهو الذي لا جزع فيه ولا شكوى، فغمض عينيه وكتم حزنه في قلبه وقال فصبر جميل، فأرسل الله عليه النوم وقال: يا جبريل إن يعقوب وجد الصبر الجميل من نفسه فأنزل عليه في سورة يوسف فلما رآه بكى وقال أي قرة عشي فأيقظه جبريل وقال أين الصبر الجميل فأخذ التراب وجعله في فمه وقال تبت إليك
1 / 78