مقديش ترجع إلى محرم ١٢٠٥ / سبتمبر - أكتوبر ١٧٩٠. . . ولم يتعرض إلى حكم حمودة باشا الذي توفي المؤلف في أواخره إلاّ ببعض أسطر، ولخصت أخبار عثمان باشا ومحمود باشا اللذين تعاقبا بعده حتى سنة ١٢٣٣، وتمثل هذه السنة تاريخ الإنتهاء من نسخ المخطوطة التي اعتمدتها الطبعة الحجرية، ولا شك أن هذا التلخيص السريع ليس من تحرير المؤلف الذي توفي قبل هذا التاريخ» (١٩).
ولا يستبعد أن تكون النسخة المعتمدة هي النسخة الموجودة بالمكتبة الوطنية بتونس، إذ لا تختلف مع الطبعة الحجرية فيما ذكر عن محمود باشا، ومما يؤكد لنا أنها زيادة عدم وجودها في مخطوطة شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت بالمدينة المنورة، المرموز إليها عندنا ب «ش»، وهي أقدم المخطوطات، ونقلها ناسخها عن نسخة بخط المؤلف.
اعتبارا لكل هذا نقر عام ١٢٢٨ هـ - ١٨١٣ م تاريخا رسميا لوفاة المؤلف إلى أن تأتي دراسات أخرى تخالفه.
وذكر كراتشكوفسكي، اعتمادا مرة أخرى على نالينو أن محمود مقديش «أمضى معظم حياته بمسقط رأسه ولو أنه كما يبدو ساح كثيرا، وزار مواضع كالبندقية مثلا» (٢٠). ونالينو اعتمد بدوره نزهة الأنظار ذاتها ليقول أن محمود مقديش زار البندقية حيث قال في نزهة الأنظار عندما تحدث عن واقعة رأس المخبز التي دارت بين الصفاقسيين والبنادقة أو البلنسيان وانتهت آخر يوم من شعبان سنة ١١٦٠ هـ - ١٧٤٧ م: «ولما سافرنا لبلاد المشرق نزلنا بلادهم على الصلح. . .» (٢١).
ب - تآليفه:
١) حاشية على العقيدة الوسطى للسنوسي ينقل فيها من كتب قليلة الوجود في عصره كالصحائف للسمرقندي مطبوعة على الحجر بتونس، سنة ١٣٢١/ ١٩٠٣ م، جزءان في مجلد واحد.
٢) حاشية على تفسير أبي السعود العمادي سماها «مطالع السعود على تفسير أبي السعود»، في ١٣ مجلدا بمكتبة المرحوم الشيخ محمد الصادق النيفر.
٣) شرح على المرشد المعين في الفقه المالكي للشيخ عبد الواحد بن عاشر، جزءان.
٤) شرح جانب من التذكرة للقرطبي، انفرد بذكره الشيخ محمد المهيري في بحثه المنشور بمجلة الثريا، شعبان ١٩٦٣ جويلية ١٩٤٦ ص: ١٠٩.
٥) شرح على كشف الأستار للقلصادي سماه «إعانة ذوي الإستبصار على كشف الأستار عن علم حروف الغبار»، وهو مختصر من كتاب القلصادي كشف الجلباب في علم الحساب، وهذا مختصر من كتابه التبصرة، وهو أول مؤلفات المترجم، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (مكتبة ح. ح. عبد الوهاب بخط محمد المصمودي في أواسط ذي الحجة ١٢٨٣ في ٣١٢ ورقة ٢١ سطرا،
_________
(١٩) Les historiens، المصدر السابق، ص: ٢٨٢.
(٢٠) Venezia، المصدر السابق ص: ٥.
(٢١) النزهة، الطبعة الحجرية ٢/ ٩٣.
مقدمة / 15