أنه ولد في حدود سنة ٧٥٠ هـ / ١٣٤٩ م وتوفي في حدود سنة ٨٠٩ هـ / ١٤٠٦ م (١).
ولم نجد من خالف هذا التاريخ سوى السيوطي وحاجي خليفة، حيث ذكرا تاريخ وفاته في حدود سنة ٧٩٠ هـ / ١٣٨٨ م (٢). وإن كان حاجي خليفة يعود ليستدرك فيشير في كتابه أكثر من مرة الى وفاته في سنة ٨٠٩ هـ / ١٤٠٦ م (٣).
نشأته:
لم نقع في أغلب المصادر التي ترجمت لابن دقماق على مبدأ حياته العملية أو العلمية بشيء من التفصيل، بل كل ما وجدناه عنه هو شذرات يسيرة تعطينا فكرة واضحة عن خلفيات نشأته، وتشير تلك المصادر في أغلبها إلى أنّ ابن دقماق مؤرخنا كان في بداية أمره متزييا بزيّ الجند، ثم حبب إليه العلم فطلبه وتفقه يسيرا بجماعة من فقهاء الحنفية واتجه الى الادب، ثم حبب إليه التاريخ ومال اليه بكليته (٤).
ولقد ذكره السخاوي (٥) وقال عنه: «إن تصانيفه في التأريخ كانت مفيدة وجيدة واطلاعه كثير واعتقاده حسن، ولم يكن عنده فحش في كلامه ولا في خطه». وذكره المقريزي فقال عنه: «إنه أكب على التاريخ حتى كتب فيه نحو مئتي سفر من تأليفه وغير ذلك. وكتب تاريخا كبيرا على السنين وآخر على الحروف وأخبار الدولة التركية في مجلدين، وسيرة للظاهر برقوق وطبقات الحنفية امتحن بسببها، وكان عارفا بأمور الدولة التركية مذاكرا بجملة أخبارها مستحضرا لتراجم أمرائها، يشارك في غيرها مشاركة جيدة» (٦).
ولقد وقعت لابن دقماق فتنة قاسى منها بسبب ما نسب إليه في وقوعه بحق الإمام الشافعي، وتفصيل الأمر أنه في سنة ٨٠٤ هـ / ١٤٠١ م وجد بخط ابن دقماق كلام بحق الإمام الشافعي فاستجوب بذلك في مجلس القاضي الشافعي، فذكر أنه نقله من كتاب عند أولاد الطرابلسي، فكان أن حكم القاضي جلال الدين عليه بالضرب والحبس، وقيل إنه لم
_________
(١) انظر الضوء اللامع ١/ ١١، شذرات الذهب ٨/ ٨٠، الأعلام للزركلي ١/ ٦٤، آداب اللغة العربية ٣/ ١٨٨، معجم المؤلفين ١/ ٨٦، المنهل الصافي ١/ ١٢٠، نزهة النفوس والأبدان ٢/ ٢٣٧.
(٢) أنظر حسن المحاضرة ١/ ٢٦٦ وكشف الظنون ٥/ ١٨.
(٣) أنظر كشف الظنون ٢/ ١١٥١ و١٩٤١ و١٩٦١ ودائرة المعارف الاسلامية ١/ ١٦١.
(٤) أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٦، شذرات الذهب ٨/ ٨١، المنهل الصافي ١/ ١٢٠.
(٥) أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٦.
(٦) القول هنا ما يزال للسخاوي نقلا عن المقريزي. أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٦، شذرات الذهب ٨/ ٨١.
1 / 10