كتاب «عوارف المعارف» وهو أشهرها، وله شعر فمنه قوله:
[مخلّع البسيط]
تصرّمت وحشة الليالي ... وأقبلت دولة الوصال
وصار بالوصل لي حبيب (١) ... من كان في هجركم رثى لي
وحقّكم بعد إن حصلتم ... بكل ما فات لا أبالي
عليّ ما في الورى (٢) حرام ... وحبكم في الحشا حلالي
تشربت أعظمي هواكم ... فما لغير الهوى ومالي
أحييتموني وكنت ميتا ... وبعتموني بغير غالي
تقاصرت دونكم (٣) قلوب ... فيا له موردا حلالي
فما على عادم أجاجا (٤) ... وعنده أعين الزلال
وكان قد وصل رسولا إلى إربل من جهة الديوان العزيز (٥) وعقد بها مجلس (٦) (٩ أ) وعظ وكان كثير الحج وربما جاور (٧) في بعض حججه، وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم، سمعت أن بعضهم كتب إليه «يا سيدي إن تركت العمل أخلدت الى البطالة، وإن عملت داخلني العجب، فأيهما أولى؟» فكتب جوابه: «اعمل واستغفر الله تعالى من العجب». وله من هذا شيء كثير.
وكان صحب عمه أبا النجيب زمانا وعليه تخرج، ومولده بسهرورد (٨) أواخر رجب أو أوائل شعبان والشك منه، سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ومات في مستهل المحرم من هذه
_________
(١) حسودا، في وفيات الأعيان ٣/ ٤٤٧.
(٢) ما للورى، في المصدر السابق.
(٣) عنكم، في المصدر السابق.
(٤) ماء مالح أو مر، أنظر لسان العرب ٢/ ٢٠٧، مادة «أجج».
(٥) من ألقاب ديوان الخلافة، راجع صبح الأعشى ٦/ ٢٠.
(٦) في الأصل: عقد، التصويب من وفيات الأعيان، ٣/ ٤٤٧.
(٧) جاور: أي اعتكف والمجاور هو الذي يذهب للخلاء والمقصود بجاور هنا هو المجاورة بمكة والمدينة أي المقام مطلقا غير ملتزم بشرائط الاعتكاف، انظر لسان العرب ٤/ ١٥٦ مادة «جور».
(٨) سهرورد بلدة قريبة من زنجان، وزنجان بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها. أنظر معجم البلدان ٢/ ٩٤٨ و٣/ ٢٠٣.
1 / 61