وخوارزم (١)، وماوراء النهر، ثم الهند واليمن، وملكها يومئذ، سيف الإسلام، طغتكين ابن أيوب، أخو السلطان صلاح الدين، وأقام (٦ أ) بها مدّة، ثم رجع الى الحجاز والى الديار المصرية، ثم عاد الى الشام، واستوطن دمشق، وكان يتردد منها الى البلاد، ويعود اليها.
وكتب من بلاد الهند الى أخيه وهو بدمشق هذين البيتين والثاني منهما لأبي العلاء المعرّي، استعمله مضمنا، فكان أحق به، وهما: [الكامل]
سامحت كتبك في القطيعة عالما ... أن الصحيفة لم تجد (٢) من حامل (٣)
وعذرت طيفك في الجفاء لأنه ... يسرى فيصبح دوننا بمراحل
لله دره فما أحسن ما وقع له هذا التضمين. وكان له في عمل الألغاز وحلّها اليد الطولى، ولم يكن له غرض في جمع شعره، فلذلك لم يدوّنه، فهو يوجد مقاطيع في أيدي الناس، وقد جمع له بعض أهل دمشق ديوانا صغيرا لا يبلغ عشر ما له من النظم، ومع هذا ففيه أشياء ليست له.
وكان من أظرف الناس وأخفّهم [روحا] (٤) وأحسنهم مجونا، وله بيت عجيب من جملة قصيدة [يذكر فيها أسفاره ويصف توجهه الى جهة الشرق] (٥) وهو: [الطويل]
أشقّق قلب الشرق حتى كأنني ... أفتّش في سودائه (٦) عن سنا الفجر
وله: [البسيط] (٧)
_________
= أنظر: معجم البلدان ٤/ ٢٠١ دار صادر ١٩٥٥. وأيضا في
Art:Ghazna .E .I ٢. II .P .١٠٤٨ .
(١) هو اسم مركب من لفظين بلغة الخوارزمية، خوار أي اللحم ورزم أي الحطب فصار خوارزم فخفف وقيل خوارزم استثقالا لتكرير الراء وخوارزم ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها. فأمّا القصبة العظمى يقال لها الجرجانية وأهلها يسمونها كركانج وهي على شاطئ جيحون، راجع معجم البلدان ٢/ ٥٤ و٤٨١.
(٢) أعذرت في ديوان ابن عنين وأعوزت في الوافي ٥/ ١٢٣.
(٣) في الأصل: حاصل، التصويب من ديوان ابن عنين، ص ٨٦ وكما وردت في المصادر التي ترجمت له.
(٤) الزيادة من وفيات الأعيان ٥/ ١٧.
(٥) الزيادة من المصدر السابق.
(٦) في الأصل: سوداية، التصويب من ديوان ابن عنين ص ٢٩.
(٧) مناسبة هذين البيتين من الشعر هو استهزاء ابن عنين على لسان الملك توران شاه صاحب دمشق بعدما قيل له إن الفقيه الاسكندراني يشرب الخمر خفية. انظر المصدر السابق ص ١٣٢.
1 / 55