225

../kraken_local/image-275.txt

ادفعه فيه دفعا أكثر من ذلك قليلا حتى قاربت الكمرة ان تغيب فيه، نم اخرجه فأعاد البزاق على الراس ولطخ به بدنه ثم بزق على بدنه وغرقه ابالبزاق وهو يلمع ضياء وبريقا وحمرة وتوريدأ، مستعملا في كثرة تنديته اله بربيقه وتعريخه(85) إياه ببصاقه البالي(86) والمصابر وتزث الخزق بحددن الدفق، وحذقأ بالمداراة والعلل، بمنزلة الطبيب الحاذق بصناعته، المشفق اعلى مريضه، اللطيف في تدبيره، المحب لعليله، المخقف عنه بشاعة الدواء واذاء الداء. ثم دفع فغابت الكمرة، ثم دفع فغابت الرقبة، ثم دفع فدخل الملمكب، ثم ابتدأ يدخل البدن، وكل ذلك على ترتيب وتقسيم وتدريج.

فلعهدي بالصبي يصيح صياحا مولا ويتعرك تعزركا موجعا، وكان اصياجه افي ذلك مشبهأ بصهيل الخيل في حمحمتها مع رعدة وصوت. فلما دخل الانصف في جوفه أقبل حينئذ الدم يسيل مقطعا للشرجة، وهو مع ذلك ايغيب فيه ويوسع لنفسه فضاء يعقه وموضعا يحويه ومقدارا يشتمل على تهمره والدم يزيد سيلانا وبذداد صيأ والعصب ينضم سخوله طرتبه غامر له فيه ودخل بأسره في معاه واحتوت بطنه عليه واستملات احشاؤه به.

ف لا رايته قد ادخله، وسرمه قد ابتلعه، واصله قد غتيبه، والغشي قد اا به، والموت قد احاط به، ناديته حينئذ بإسلاله من غمراته، مسرا له با سره و ميهجه: (اشدذ يا بني قلبك. فقد بلغت محبويك ومحبوبنا فيذ.

وسرورك وسرورنا فيك. فانك قد ادخلته كله، واحتهايت عليه باسره، وها مذا في بطنك كله، فأبشز وطب نفسا وقر عينا فقد أعطيت ما تمنيت وما كنا نتمناه لك).

فلا سمع مني هذا الكلام دارت الروح فيه بعد جمودها، ورجعت نفسه إليه بعد نفورها، ونظر إلي نظر إفاقة وقال لي: إيا استاذي، انا هتي الا اسدم، فقلت له: (يا بني، الان عشت وطابت حياتك إذا فكرت قدرتك على ما في بطتك)

Sayfa 283