215

اوالف السالكين لها، حتى صار المسلك من السعة على ما أرادوا من التضاح على ما اعتاد، فكان القادر على إدخال الغليظ من الأيور منا أمرح من القادر على إدخال الطويل على كل حال فأما ما دون هذه الأقدار الثلاثة فهو لا شيء).

(قال) فقلت له: (إنه قال لي بعض أصحابكم، وقد سألته تعريفي أصحاب كبر الأيور من الناس على ما اختبره ومارسه بطول التجربة، فقال: هومن أشرق لونه، ونضر ماء وجهه، وتمت خلقته، وحسنت مشيته ونعمت اطرافه. فهل الأمركذلك أم لا) فقال لي: (إياك يا سيدي الاغتراربما قال الك هذا الجاهل القليل الفهم ، الناقص المعرفة، غير الخبير بالأمور، العديم التجارب، فتهلك وتضيع مالك وتتلف عمرك وتشغل قلبك. فكم من غرت الجارته وخانته فراسته فوقع في الخسران وحصل على الندم حيث لا ينفعه اندم شيئا. واعلم ان للأيور جواهر ولها معادن كمعادن الذهب والفضة اوالياقوت، فإنك قد تجد الواحد من الناس الرديء منظره، الحقية اصورته، الوسخة كسوته، الدنية صناعته، فتستهزىء بمقداره وتستحقر اظاهره، حتى إذا فتشت مخبره واستنبطت باطنه وجدت معه جوهرا نفيسا ام قداره، يبتهج القلب لجماله، ويروق العين بهاؤه، أير نبيل جليل كأنه الملك على السرير.

وكم من تراه بهيا منظره، حسنأ زيه، رائقة كسوته، نبيلة صناعته، فخال نفيس باطنه بعد الطلب الشديد وتقلب المراسلة والانتظار المواصلة، الفيت نفسك من مرادك خاليا، ومن تقديرك فيه فارغا، ومن كل خير أيسا.

وا احكي لك يا مولاي ما اتفق لي من هذا البايب، وذلك اني كنت يوما اائرا مع الأمير أبي النجم بدر وكان ورائي أخواتي(53) من سوق الكرخ

Sayfa 273