يقول له يا عبد المطلب أوف بنذرك فاستيقظ فزعا مرعوبا وأمر بذبح كبش وأطعمه للفقراء والمساكين ثم نام فرأى أن قرب ما هو أكبر من ذلك فاستيقظ وقرب ثورا ثم نام فرأى أن قرب ما هو أكبر من ذلك فانتبه وقرب جملا وأطعمه للفقراء والمساكين ثم نام فنودي أن قرب ما هو أكبر من ذلك، قال وما هو أكبر من ذلك؟ قال قرب أحد أولادك الذى نذرته؟ فاغتم غما شديدا، وجمع أولاده وأخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء فقالوا إنا نطيعك فمن تذبح منا قال ليأخذ كل واحد منكم قدحا والقدح بالكسر السهم قبل أن يراش وينصل ثم ليكتب فيه اسمه ثم إيتوا به ففعلوا وأخذوا قداحهم ودخلوا على هبل بضم الهاء وفتح الموحدة صنم عظيم عندهم من عقيق أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدا من ذهب وكان في جوف الكعبة وكان تحته بئر يجمع فيه ما يهدى للكعبة وكانوا يعظمونه ويضربون عنده بالقداح، قال ابن اسحاق كان عنده قداح سبعة كل قدح في كتاب قدح العقد إذ اختلفوا من يحمله وقدح فيه نعم للأمر إذا أرادوه وقدح فيه المياه إذا أرادوا حفرها فكانوا إذا أرادوا الختان أو النكاح أو دفن ميت أو شكوا في نسب ذهبوا إلى هبل بمائة درهم وجزور فأعطوها الذى يضرب بها ثم ما خرج عملوا به، فدفع عبد المطلب إلى القيم القداح وقام يدعو الله تعالى ويقول اللهم إني نذرت لك نحر أحدهم وإني أقرع بينهم فأصب بذلك من شئت، ثم ضرب السادن للقداح فخرج على عبد الله فقبض عبد المطلب على يد ولده عبد الله وأخذ الشفرة إلى آخر ما مر من منع قريش له.
نكته حسنة:
استشكل كون عبد المطلب نذر ذبح أحد بنيه إذا بلغوا عشرة بأن حمزة والعباس إنما ولدا بعد وفائه بنذره، وأولاده إنما كانوا عشرة بهما، وأجيب بأن بعض العلماء قال أولاده اثنى عشر وقيل ثلاثة عشر فكانوا عشرة بدونهما وقال بعضهم الولد يقع على البنين وبنيهم حقيقة لا
1 / 42