الحارث فقال له أبا القلة بتعيرني والله لئن أتاني الله عشرة من الولد ذكورا لأنحزن أحدهم عند الكعبة رواه ابن سعد والبلاذري وفي الخميس سفه عليه وعلى ولده ناس من قريش ونازعوهما وقاتلوهما قاله الزرقاني وإلى هذا أشار بقوله (فنذر) كضرب ونصر أي إلتزم بالحلف كما مر فيحتمل أنه المراد بالنذر ويحتمل أن الإلزام تكرر مرة بالنذر ومرة بالحلف قاله محمد بن عبد الباقي. وفي عبارة المواهب الممثالة لعبارة الناظم (إن جاءه) أي ولد له من (البنين) أي الذكور (عشره) بفتح الشين وكسرها (يحمونه) أي يمنعونه (من البغاة) جمع باغ وهو الظالم وإنما كانوا بغاة لأنهم أرادوا منعه من أمر اختصه الله تعالى به بل هي في الحقيقة إنما قصد بها النبي ﷺ وهو ولده فهي لعبد المطلب لا لغيره (الفجره) جمع فاجر وهو المنبعث في المعاصي (لينحرن واحدا) منهم عند الكعبة (تقربا به) مفعول لأجله أي لأجل التقرب لله، وعبارة المواهب وشرحها ليذبحن أحدهم قربانا لله عند الكعبة (فلما رام) أي طلب وقصد عبد المطلب (نحره) أي نحر ولده الذى خرج القدح عليه وهو عبد الله والد المصطفى ﷺ وكان أحب ولد عبد المطلب إليه لرؤية نور المصطفى ﷺ في وجهه كما في الزرقاني (أبى) أي امتنع (منه) أي من نحره (قريش) لعزه وشرفه فيهم فقاموا إليه في أنديتهم وقالوا له والله لا ندعك تذبحه حتى تعذر فيه إلى ربك بأن تسأل الكاهنة فإنها إن ذكرت أنه يذبح كان ذلك عذرا عندهم ولإن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه ويذبحه وتكون سنة مستمرة في قومك لأنك رئيسهم فيقتدون بك فما بقاء الناس على هذا. وقال له المغيرة بن عبد الله بن عمر وابن مخزوم وكان عبد الله بن أختهم والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه فإن كان فداؤها بأموالنا فديناه انظر الزرقاني. (فمضى) عبد المطلب أي ذهب وركبوا معه (لخيبرا) حصن قرب المدينة (مستامرا) حال من فاعل مضى أي حال كونه مشاورا (كاهنها) أي خيبر فيما يصنع أي شخصها الموصوف بالكهانة وذلك أنهم قالوا له انطلق إلى فلانة الكاهنة وعند
1 / 36