(قوم إذا قيل من قالوا نبيكم ... منا فهل هذه تلفى لغيرهم)
وفي الحديث: "إن الله اصطفى من ولد ابراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بنى كنانة واصطفى من بنى كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفاني من بنى هاشم". قال الترمذي حديث صحيح. وفي حديث الطبراني ان الله اختار خلقه فاختار منهم بنى آدم ثم اختار من بنى آدم العرب ثم اختارني من العرب فلم أزل خيارا من خيار. وقوله ان الله اختار خلقه أي ممن لو تعلقت بهم الإدارة ووجدوا كانوا دونهم في الفضل لكونهم لم يختاروا أي اختارهم ممن يقدر وجودهم فلا يراد أن الاختيار إنما يكون من شيء إذ لابد من مختار ومختار منه اهـ حرره الزرقاني في شرح المواهب وفي الحديث: "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" بمعنى أن ببوءته محكوم بها ظاهرة بين خلق روح آدم وخلق جسده حيث نبأه في عالم الأرواح وأطلعها على ذلك وأمرها بمعرفة نبوأته والاقرار بها فمن خصائصه ﷺ إلى خروجه من ظهر آدم قبل نفخ الروح ونبأه وأخذ عليه الميثاق قبل نفخ الروح في آدم إذ هو المقصود من خلق النوع الإنساني إذ لولاه ما خلق، انظر الزرقاني. ولبعضهم:
(ألا بأبي من كان ملكا وسيدا ... وآدم بين الماء والطين واقف)
(فذاك النبي الأبطحي محمد ... له في العلا مجد تليد وطارف)
(أتى بزمان السعد في آخر المدى ... وكان له في كل عصر مواقف)
(أتى لانكسار الدهر يجبر صدعه ... فأثنت عليه ألسن وعوارف)
(إذا رام أمرا لا يكون خلافه ... وليس لذاك الأمر في الكون صارف)
أنشدها القسطلاني في المواهب لغيره. وقوله في آخر المدى بفتحتين يعني الزمان الأخير من أزمنة الأنبياء وقوله مواقف أي أحوال لتقدم خلقه وقوله وعوارف جمع عارفة ومعناه أن الأمور المعروفة في الشرع أثنت عليه لإظهاره لها وذبه عن معارضتها قاله الزرقاني.
(ونسب المختار محفوظ إلى ... عدنان بالإجماع عند الفضلا)
يعني أن آباءه ﷺ إلى جده عدنان أجمع العلماء وهم
1 / 21