123

Nuzhat Absar

نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

Türler

ولذلك يروى عن عمر وعلي رضي الله عنهما -واللفظ لعلي- أنه قال حين ذكر فضل الأنصار، فقال: أحلف بالله لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على العرب، فكلهم يرده بالإباية عن قبوله، ولا يجد عندهم إجابة إلى قوله، فاستجابوا لله ولرسوله، ونصروا الدين وآووا الرسول، ولقد كانوا يتشاحون فينا ويقترعون علينا، وفدوا النبي بأنفسهم وأهليهم.

قال القاضي أبو بكر رحمه الله: فيتعين على المرء أن يحب الأنصار، وترجع المحبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن السبب في محبة الأنصار إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ترجع إلى الله عز وجل، فالمحبوب الأول هو الله جل وتعالى، والمحبوب الثاني رسوله صلوات الله عليه، ومن نفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعضد دين الله هو المحبوب الثالث.

قال القاضي أبو بكر رحمه الله: وأما القسم الثاني من القسمين وهو أن يحبهم لأجل اليمنية مثلا أو نحوه، فليس ذلك بإيمان كما لا يكون ضده كفرا.

تتميم

Sayfa 227