Nuzhat Absar
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
Yayıncı
دار العباد
Yayın Yeri
بيروت
Türler
فإذا تغالى لحمها وتحسرت ... وتقطعت بعد الكلال خدامها
فلها هباب في الزمام كأنها ... صهباء راح مع الجنوب جهامها
أو ملمع وسقت لاحقب لاحه ... طرد الفحول وضربها وكدامها
يعلو بها حدب الأكام مسحجًا ... قد رابه عصيانها ووحامها
بأحزة الثلبوت يربأ فوقها ... قفر المراقب خوفها آرامها
حتى إذا سلخا جمادى ستة ... جزءًا فطال صيامه وصيامها
رجعا دوابرها السفا وتهيجت ... ريح المصايف سومها وسهامها
فتنازعا سبطا يطير ظلاله ... كدخان مشعلة يشب ضرامها
مشمولة غلثت بنابت عرفج ... كدخان نار ساطع أسنامها
فمضى وقدمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت أقدامها
فتوسطا عرض السري وصدعا ... مسجورة متجاورًا قلامها
محفوفة وسط اليراع يظلها ... منها مصرع غابة وقيامها
أفتلك أم وحشية مسبوعة ... خذلت وهادية الصوار قوامها
خلساء ضيعت الفرير فلم يرم ... عرض الشقائق طوفها وبغامها
لمعفر فهد تنازع شلوه ... غبس كواسب ما يمن طعامها
صادفن منها غرة فأصبنه ... أن المنايا لا تطيش سهامها
باتت واسبل واكف من ديمة ... يروي الخمائل دائمًا تسجامها
تجتاف أصلًا قالصًا متنبذًا ... بعجوب أنقاء يميل هيامها
يعلو طريقة متنها متواترًا ... في ليلة كفر النجوم سل نظامها
حتى إذا انحسر الظلام وأسفرت ... بكرت تزل عن الثرى أزلامها
علهت تبلد في نهاء صعائد ... سبعًا تؤاما كاملًا أيامها
حتى إذا يئست وأسحق حالق ... لم يبله أرضاعها وفطامها
وتسمعت رز الأنيس فراعها ... عن ظهر غيب والأنيس سقامها
فغدت كلا الفرجين تحسب انه ... مولى المخافة خلفها وأمامها
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا ... غضفا دواجن قافلا أعصامها
فلحقن واعتكرت لها مدرية ... كالسمهرية حدها وتمامها
لتذودهن وأيقنت أن لم تذد ... أن قد أحم مع الحتوف حمامها
فتقصدت منها كساب وضرجت ... بدم وغودر في المكر سخامها
فبتلك إذا رقص اللوامع بالضحى ... واجتاب أردية السراب آكامها
أقضي اللبانة لا أفرط ريبة أو أن يلوم بحاجة لوامها
أو لم تكن تدري نوار بأنني ... وصال عقد حبائل جذامها
تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها
بل أنت لا تدركين كم من ليلة ... طلق لذيذ لهوها وندامها
قد بت سامرها وغاية تاجر ... وافيت إذا رفعت وعز مدامها
أغلي السباء بكل أدكن عاتق ... أو جونة قدحت وفض ختامها
لصبوح صافية وجذب كرينة ... بموتر تأتاله ابهامها
باكرت حاجتها الدجاج بسحرة ... لأعل منها حين هب نيامها
وغداة ريح قد وزعت وقرة ... إذا أصبحت بيد الشمال زمامها
ولقد حميت الخيل تحمل شكتي ... فرط وشاحي إذا غدوت لجامها
فعلوت مرتقبًا على مرهبوة ... حرج إلى أعلامهن قتامها
حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
أسهلت وانتصبت كجذع منيفة ... جرداء يحصر دونها جرامها
رفعتها طرد النعام وفوقه ... حتى إذا سخنت وخف عظامها
قلقت رحالتها وأسبل نحرها ... وابتل من زبد الحميم حزامها
ترقى وتطعن في العنان وتنتحي ... ورد الحمامة إذا أجد حمامها
وكثيرة غرباؤها مجهولة ... ترجى نوافلها ويخشى ذامها
غلب تشذر بالذخول كأنها ... جن البدي رواسيًا اقدامها
أنكرت باطلها وبؤث بحقها ... يومًا ولم يفخر علي كرامها
وجزور أيسار دعوت لحتفها ... بمغالق متشابه أعلامها
أدعو بهن لعاقر أو مطفل ... بذلت لجيران الجميع لحامها
فالضيف والجار الغريب كأنما ... هبطا تبالة مخصبًا أهضابها
تأوي إلى الأطناب كل رزية ... مثل البلية قالص أهدامها
ويكللون إذا الرياح تناوحت ... خلجًا تمد شوارعًا أيتامها
أنا إذا التقت المجامع لم يزل ... منا لزاز عظيمة جشامها
ومقسم يعطي العشيرة حقها ... ومغذمر لحقوقها هضاما
1 / 113