Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
Soruşturmacı
مازن سعد الزبيبي
Yayıncı
دار البيروتي
Yayın Yılı
1430 AH
Yayın Yeri
دمشق
Türler
والثَّاني: أن يكون قوله أو يزيدون معناه ويزيدون، كما قال الشّاعر(١):
وَقَدْ زَعَمَتْ لَيْلِى بِأَنِّ فَاجِرٌ لِنَفْسِي تُقَاها أو عَلَيَها فُجُورِها
يعني وعليها فجورها.
والثَّالث: أن يكون معنى قوله أو يزيدون في رأي العين للنَّاظرين، وأمَّا عددهم للعادِین فمائة ألفٍ لا يزيدون.
والرَّابع: أنَّهم مائة ألفٍ ثمَّ يتوالدون ويكثرون فيزيدون على مائة ألفٍ وهو مُرْسل(٢) إلى كلَّهم.
وإذا كان ما وصفنا من احتمال الوجوه المتغايرة سائغاً(٣) ليُمتحن بمعرفته العلماء، وتتفاضل به الفقهاء؛ فقد بطل قول من زعم أنَّ كثرة الأقاويل لا تكون إلاَّ من مُبْتَغِي التَّلبيس(٤).
(١) البيت هو (لتَوْبَة بن الحُمَيِّرِ بن حَزْم بن كعب بن خَفَاجة العُقَيْلي العامري، أبو حَرْب [؟- ٨٥هـ]) شاعر، صاحب ليلى الأَخْيَلِيَّة، عُرف بها، وعدَّ من عُشَاق العرب المشهورين، خطبها من أبيها فلم يزوِّجه منها، وزوَّجها غيره، قتله بنو عَوْف ابن عقيل، انظر (الأعلام للزركلي ٨٩/٢)، و(فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي ٢٥٩/١ ترجمة رقم ٨٩).
(٢) أي نبيَّ الله يونس عليه السَّلام، أرسل إلى أهل (نينوى) من أهل الموصل، فدعاهم إلى الله عزّ وجلّ، فكذّبوه وتمرّدوا عليه، فخرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث، فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، فقذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيّهم، فتضرّعوا إلى الله فكشف الله عنهم العذاب. انظر (قصص الأنبياء لابن كثير ١/ ٢٩٠ وما بعدها).
(٣) سائغاً: من سَوْغ، ساغ الطَّعام سَوغاً، سهل دخوله في الحلق، والمقصود مقبولاً لا ترفضه العلماء والفقهاء. انظر (المغرب للمطرزي ٤٢٢/١)
(٤) انظر ص ٥١.
113