وا طول شوق المستهام إلى غد
هذا ليس أفخم في ميكانيكية تركيبه من:
قالوا الكردي فز الحيط
هذا الكردي وهذا الحيط «خذ حذرك»، كنت أعتقد أنها عامية، حتى قرأتها في القرآن الكريم. في ظني أن أفعل عبارة سمعتها في حياتي تلفظ بها رجل حط به الدهر ؛ فاضطر إلى التعامل مع بعض سقط الناس، فالتفت إليهم في ساعة حنق، وصاح «لما كنت مكاري ما عاشرت هيك بغال.» ماذا عليك لو فصحت مثلا مثل هذه العبارة الجميلة، تناولتها من اللغة العامية بأصابعك من غير ملعقة، وأنا أكفل لك أنك لا تحتاج إلى غسل يديك.
في لغتي المسرحية تعمدت، وربما لم أتعمد لغة طبيعية سهلة، لها صدى موسيقى الأدب العالي، ولكن فيها جلبة الشارع وضجيج ساحة القرية. اللغة هي من المشاكل الكبرى في التأليف المسرحي عندنا، وهذه المعضلة لا تواجه فيما أعلم أي مؤلف مثلما تواجه المؤلف العربي؛ لسعة الخليج الذي يفرق العامية عن الفصحى، ولتعدد لهجات العامية. ولكننا سنتغلب على هذه المصاعب، نقهرها بالتأليف والإنتاج، وليس بعلم النظريات، ومضغ الكلام، ومط البديعيات، وبالتحذلق في كيف يجب أن نكتب، أو لا نكتب.
اللصوصية في الأدب
نلخص أجوبة الأدباء حتى الساعة، إذ يتهمون بالانتحال، أو الاقتباس؛ بكلمة واحدة هي: «بيكذبوا»، عساي أختط للكتبة طريقا جديدة، إذ «أعترف» بكيف آخذ عن الغربيين ما قد تكتشفه في هذا المؤلف.
أمامي كتاب ميخائيل نعيمة في «جبران خليل جبران». إن المتضلع من الإنكليزية، المنغمس في معاشرة الأميركان، المعجب بقوة إفصاح لغتهم العامية؛ يشعر إذ يقرأ كتاب نعيم، بصدى بعيد في نفسه يسائله: «أين قرأت هذه العبارة؟ متى مررت بتلك الاستعارة؟ من أسمعني هذا الرأي؟» أسمعه في صفحة 3 يقول:
أنا أستعد للانصراف من محل، أنحر فيه كل يوم ساعات بكارى من حياتي لعدد محدود من مومسات الريالات.
لا ريب أن المؤلف كان يسمع شتائم الدمغيين
Bilinmeyen sayfa