أبو مرعي :
إلى أصلنا؟ ناد أشعة الشمس تتلملم قافلة إلى مشرقها، واصرخ بشعاب النهر أن تركض القهقري إلى نبعها، واهتف بالرجال أن عودوا إلى أرحام أمهاتكم، إذ ذاك نرجع إلى أصلنا. أما الآن، فالله خلق الدنيا متضادة؛ طويل وقصير، طلعة ونزلة، وأبيض وأسود، رجل وامرأة، سمين وهزيل، حموي وحمصي، بخاطرك يا دكتور (يخرج) . (سكوت هنيهة، يهز الدكتور خلالها رأسه، وكذلك أم وسيم.)
الدكتور (يغير الحديث) :
سرني أن أقرأ في جرائد بيروت عن وسيم. أظنه شاعر.
أم وسيم :
هو يكتب كثيرا ويخطب، وقد ألف رواية مثلوها، (تنهض إلى صندوق قديم «بشتخته» فتأخذ منه شهادة)
هذه شهادته نالها منذ شهرين، وهذه أقوال الجرائد فيه.
الدكتور (يقلب الجرائد بسرعة الذي يريد أن يتأدب، فيشارك الأم الإعجاب بوحيدها) :
كوكب لماع، خطيب مفوه، برافو، شيء جميل هذه التقاريظ، ومديح أكثر من دمى أطفال الأغنياء، (الدكتور يستوي في مجلسه)
يا أم وسيم، أصغي إلي، أهنئك بابنك، ولكنني وقد حشدت الأيام اختباراتها ب 55 سنة من عمري، أخاف أن يقتل المديح مستقبل ابنك؛ التقريظ كالعملة المزيفة تفقر حاملها، فلا تتركي وسيم يملأ جيبه منها، من أجل هذا جئت أزوركم، فإني أريد أن أتعرف إلى وسيم، فإني لم أره مذ كان طفلا، وأريد أن أضع يدي على كتفه وأقول: «بني»، حذار النجاح الباكر، فإن أشجار الزيتون في هذا الوادي يكثر زهرها ويقل ثمرها. على أني راجع إلى هنا بعد حين - بل قولي لوسيم أن يزورني (يهم بالخروج) .
Bilinmeyen sayfa