109

Nükat ve Tenbihat

نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد

Araştırmacı

الأستاذ / محمد الطبراني

Yayıncı

منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

المملكة المغربية

Türler

Tefsir
المبحث الثامن: صفاته الخلقية والأعمال التي تولاها أ - صفاته الخُلقية: مما يشهدُ له الشرِع، وتؤيِّدُه العادة، أنَّ مَن نشأ في حِجْر نقيٍّ طاهر، وأُرْضع حُبَّ القرآنِ على صِغر، وتَنَقَّلَ في أطوار الحياة، يُسْلِمُه طوْرٌ لطور، وهو يعُبّ من حياض العلم، ويتفيؤ ظلالَ مجالسه، لا يمكن ولا ينبغي له إلا أن يكون شخصا متخلِّقا أُشْرِبَ حب الدين، وبدا ذلك في سلوكه، وصار سمة لازبة له؛ والبسيليُّ لم يعدم الأصل الطيّب، فقُعْدُدُ نسبه يزدان بصدور العلم، ورجال المحاريب، وهو نفسُه قد فتح مغاليق عينيْه وهو في المكتب يحفظ القرآن ويجوده، وقد أنفق بعْدُ شطرا من عمره يلزم ابنَ عرفة -يقرأ ويقرئ-، فلا بِدْعَ أن يكون صاحبُنا كما وصفه تلميذه وأعرف الناس به، أبو عبد الله الرصاع، حيث قال: "وكان شيخنا هذا عالما ... عليه وقار ... كثير الصمت، قليل الخوض فيما لا يعني؛ عليه آداب العلم من وقار وسكينة". صفةٌ أخرى، لا تخطئُها العين في تلافيف كتاب البسيلي، وهي إنصافُه البالغ، وذلك داعيه -مثلا- إلى أن يخلع صفة الحذق على قرين له في الطلب، حين أنشدَه تخميسا لأبيات للأبي في ابن عرفة. وحاديه إلى أن ينقل عن تآليف مخالفي ابنِ عرفة، دون أن يكون لما شَجَرَ بينهما دخلٌ في الاستفادة العلمية، كنقْلِهِ عن الضرير المراكشي، وابن خلدون.

1 / 118